منذ أكثر من أسبوع يقف نحو 80 صهريجاً محملاً ب»الديزل» بشكل يومي في حي الفاروق وسط مدينة الرياض مشكلين رتلاً من أمام محطة توليد الكهرباء الرابعة وحتى نهاية الشارع ما يعرقل السير في الحي ويقلق الأهالي الذين دخل بعضهم في شجار مع سائقي الصهاريج قبل أيام. وتكفي ساحة المحطة التابعة للشركة السعودية للكهرباء لوقوف 20 صهريجاً فقط، وهي المحطة الوحيدة التي لا تزال تعمل على الديزل في الرياض في حين أن شقيقاتها تعمل على الغاز. وذكر عبدالعزيز خليل الذي يدير محلاً للمواد الغذائية في حي الفاروق ل«الحياة» أن توقف الصهاريج بهذا الشكل سبب إرباكاً للحركة المرورية في الحي وأثار المخاوف من حدوث كارثة لو حدث حريق في الناقلات، مستغرباً تجاهل المسؤولين عن المحطة مطالبات الأهالي بإيجاد حل وتخصيص مكان تقف فيه الصهاريج من دون أن تزعج المارة. وأكد عبدالرحمن العلي الذي كان يعمل في المحطة سابقاً، أن هذه الصهاريج عطلت حركة السير في الطريق وإزعاجاً للسكان. وأضاف العلي الذي يقطن في الحي، أن صفوف الصهاريج وصلت إلى أكثر من كيلومتر، ما صعّب الوصول إلى منازل الحي والتنقل بين الأسواق الغذائية والمخابز وغيرها، مشيراً إلى أن رائحة مزعجة تنبعث منها وتصل إلى منازل كثيرة. وتطرق إلى أن بعض الصهاريج تنتظر دورها أكثر من يومين في المكان، متوقعاً أن يكون سبب تكدسها حرص المقاول على جلب صهاريج تفوق حاجة المحطة، كي لا يحدث عجز، مشيراً إلى أنه تقدم بشكوى إلى إدارة المحطة لإيجاد حل سريع لهذه المشكلة، إلا أنها امتنعت عن الرد. ولفت إلى أن مشاجرة حدثت بين شبان في الحي وسائقي صهاريج ما استوجب استدعاء دوريات أمنية، فضت النزاع، وأمرت بأبعاد الشاحنات التي عادت إلى مكانها صباح اليوم التالي. وأكد عضو المجلس البلدي الدكتور عمر باسودان، الذي زار الحي بعد اتصال «الحياة» به، أن صفوف الصهاريج هذه تشكل خطراً على حياة السكان في الحي، مشدداً على أهمية إيجاد أماكن آمنة تقف فيها هذه الصهاريج المملوءة ب«الديزل» لأن شرارة واحدة يمكن أن تحدث كارثة. وأشار إلى أن وجود السائقين في الحي طوال الوقت ونومهم في السيارات يضايق الأهالي، عازياً تجمع الصهاريج في الحي إلى سوء تنسيق بين شركة أرامكو وشركة الكهرباء. وتابع: «الأمر لا يحتمل السكوت أو التأخير ويجب على الشركات المسؤولة سرعة التحرك وحل المشكلة في أقصر وقت»، مضيفاً أنه سيتقدم بخطاب إلى الشركة السعودية للكهرباء، يستفسر منها عن سبب هذا التكدس، ويحثها على إيجاد حلول سريعة. ولا يبدو أن سائقي الصهاريج مستمتعون بالوقت الذي يقضونه في انتظار تفريغ حمولتهم، إذ ناشد السائق مزر محمد (باكستاني) المسؤولين في المحطة بالاستعجال في تحريك الصفوف للتخلص من عناء الانتظار الذي دام يومين، مشيراً إلى انه قدم من الهفوف، ليفاجأ برتل الصهاريج أمامه. وأضاف ل«الحياة» أن الأمر إذا استمر على هذا المنوال قد يضطر السائقون للانتظار ثلاث أيام أخرى. وقال: «عجلة الناقلة تعطلت، ولا أستطيع مغادرة المكان لإصلاحها حتى لا يتعطل تحريك الصفوف». ولفت إلى أنه تحدث مع الشركة التي يتبع لها لإيجاد حل مع المقاول، إلا أن الشركة أجابته بأنها لا تملك أي صلاحية في هذا الشأن بحجة أن لديها عقود أخرى مع المقاول نفسه. مشهد الصهاريج أصبح مألوفاً لدى سكان الفاروق.