أضحى شارع الفريان القابع وسط العاصمة السعودية أشبه بغابة من الصهاريج المحملة بالماء الملوث أو ما تسمى صهاريج «الشفط»، التي تصطف كسلسلة طويلة تتجاوز حلقاتها العشرات، في جو من الروائح الكريهة المتصاعدة، خانقة الأحياء المحيطة بالشارع العتيق. أكثر من 100 صهريج للصرف الصحي تتجمع يومياً في الشارع، خالقة بيئة ضارة ومؤذية للمارة وأصحاب المنازل والمحال المنتشرة في المكان، فضلاً عن تعطيلها لحركة السير، وتسببها في سيل من المشكلات اليومية التي لا تنتهي. ويبقى على سكان المناطق المتاخمة للشارع، الذي يعد من أكثر الشوارع حيوية في الرياض، التأقلم، وتحمل عقبات تجمع الصهاريج وحركتها المستمرة في الشارع، بعد أن بحت أصواتهم من خلال المطالبات العديدة للجهات المختصة بالتدخل وإيجاد حل لمشكلتهم ذات الرائحة المنفرة. ويؤكد محمد الدوسري الذي يسكن بالقرب من الشارع أن الصهاريج لم تكتف ببث روائحها الكثيرة أينما مرت، فهي تزاحم السيارت، وتحدث اختناقات مرورية بسبب استهتار سائقيها. يقول: «للأسف، لا يوجد رقابة على سائقي الصهاريج، فهم يقودون بطريقة مخالفة للنظام، ولا يحترمون الأولويات، مما يحدث اختناقات مرورية، نعاني منها منذ زمن طويل». في زاوية أخرى من الشارع، تحدث سعد البيشي أحد سكان الحي المجاور للشارع ل «الحياة» عن الحوادث المرورية التي يسببها سائقو الصهاريج، «فالشارع لا يتحمل الضغط الكبير الذي يسببه مرور الصهاريج اليومي، ومن الطبيعي حدوث ازدحام ووقوع حوادث». ولا يقتصر الأمر على الحوادث المرورية والازدحام، فالأسفلت كما يقول البيشي في حال يرثى لها، «يحتاج إلى إعادة صيانة، لأن الحفر التي تشوهه تتسبب أيضاً في إلحاق الضرر بالسيارات». ويقول مواطن ثالث (فضل عدم ذكر اسمه) أنه اضطر إلى الرحيل من الشارع بسبب تلك الصهاريج، فالازعاج الذي تسببه للمحيطين كبير، سواء من ناحية الروائح أم الازدحام أم الخطر على المارة، وهو الأمر الذي يجعل العيش في هذا المكان صعباً. ويضيف: «قررت الرحيل من الشارع وهي حال الكثير من السكان». من جهته، أكد نائب رئيس المجلس البلدي لمدينة الرياض المهندس طارق القصبي أنه سيتم التحقق من وضع الصهاريج في شارع الفريان وتكدسها. وقال في تصريح ل «الحياة»: «تلقينا شكاوى عن ذلك، وسنعمل على التحقق منها، تمهيداً لرفعها إلى الجهات المختصة لحل المشكلة»، مؤكداً أنهم في المجلس البلدي لمدينة الرياض سيتابعون الشكوى مع الجهات المختصة لحين التأكد من الانتهاء من معالجتها، ونحن لن ندخر جهداً في سبيل خدمة سكان مدينة الرياض».