استمر الغموض يلف أمس ملابسات مقتل قائد أركان جيش الثوار الليبيين اللواء عبدالفتاح يونس قرب مدينة بنغازي، وسط مخاوف من أن يؤدي غيابه المفاجئ إلى زعزعة صفوف معارضي حكم العقيد معمر القذافي. لكن قبيلة العبيدات التي ينتمي إليها الراحل، والتي تُعتبر من أكبر قبائل الشرق الليبي، جددت خلال تشييعه ولاءها للمجلس الوطني الانتقالي ورئيسه مصطفى عبدالجليل، في خطوة ستساهم بلا شك في توجيه رسالة تطمين الى أن القبيلة لن تتخلى عن مساندتها للثوار. وذلك، رغم اتهام أحد فصائلهم باغتياله مع ضابطين كبيرين آخرين كانا معه. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن محمد العقوري، العضو في «القوات الخاصة» التي كانت تخضع لقيادة يونس، اتهامه فصيلاً من الثوار بارتكاب الجريمة. وقال إنه كان حاضراً عندما جاءت مجموعة من الثوار تُعرف بكتيبة «شهداء 17 فبراير» إلى غرفة عمليات اللواء يونس وأخذته ل «التحقيق». واتهم العقوري هذه المجموعة بقتل يونس ورمي جثته خارج مدينة بنغازي، وهو اتهام قد يؤدي إلى تضعضع في صفوف الثوار. وأفيد بأن الذين قتلوه أحرقوا جثته أيضاً. وقالت مصادر ليبية إن مجموعة من الثوار كانت بالفعل تريد «التحقيق مع يونس في أمور عسكرية»، في إشارة إلى مزاعم تتعلق بالعمليات التي تُجرى على جبهة البريقة التي تتحصن فيها قوات القذافي، ومزاعم أخرى تتعلق بأسلحة لا يُعرف مصيرها كانت قد جاءت في إطار مساعدات يتلقاها الثوار. وكان بعض فصائل الثوار يشكو من استبعاده من القتال على جبهة البريقة التي تعيق الألغام المحيطة بها عملية السيطرة عليها. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن بعض المعترضين على أداء يونس ينتمي إلى تيارات إسلامية، ملمحة إلى أن نظام القذافي قد يكون «اخترقها». وكررت وكالة «فرانس برس» اتهامات في هذا المجال نقلاً عن «مسؤول كبير» في المجلس الوطني الانتقالي لم تسمه. واتهم هذا المسؤول مباشرة نظام القذافي بالضلوع في الجريمة، لكنه لم يشر إلى علاقة تيار إسلامي بها. وذكرت الوكالة أيضاً أن نحو ألف شخص شاركوا في تشييع اللواء يونس وأن الحشد الذي تجمّع أمام قصر العدل في بنغازي أطلق هتافات بأن «دم الشهيد لن يذهب هدراً». أما وكالة «رويترز» فنقلت عن محمد يونس، إبن أخ اللواء يونس، قوله للمشيعين إنه يوجّه رسالة لمصطفى عبدالجليل مفادها أن عائلة الراحل ستسير مع رئيس المجلس الانتقالي إلى آخر الطريق و «أن ليبيا تأتي أولاً إلى أن ينعم الله على الثوار بالنصر أو يختارهم شهداء».