أعلنت بريطانيا أمس أن وزير الخارجية الليبي المنشق موسى كوسة لم يطلب حصانة من المحاكمة لقاء تخليه عن نظام العقيد معمر القذافي، في وقت يواصل ضباط في الاستخبارات وديبلوماسيون بريطانيون الاستماع إلى أقواله في «مكان آمن». ويأمل البريطانيون في ان تساهم معلومات كوسة في كشف بعض أسرار العمليات الإرهابية التي تُنسب إلى نظام القذافي، وربما في تقديم أدلة تساعد الإدعاء في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في تقديم ملف يتضمن اتهامات إلى الزعيم الليبي بارتكاب جرائم ضد الليبيين. وليس واضحاً ما إذا كان كوسة يُقدّم أي معلومات بمحض إرادته ضد القذافي. لكن الظاهر أن البريطانيين وغيرهم من مسؤولي الدول الغربية يتمنون أن يحذو مسؤولون ليبيون آخرون حذو كوسة ويفرون من ليبيا. وسرت تكهنات أمس بأن نائب كوسة في وزارة الخارجية الليبية الديبلوماسي عبدالعاطي العبيدي قد فر بدوره من ليبيا بعدما شوهد في تونس يستقل طائرة إلى جهة غير معروفة، تماماً كما فعل كوسة عندما عبر إلى تونس وطار منها بطائرة خاصة إلى مطار في جنوبلندن. لكن سرعان ما تبيّن أن العبيدي لم ينشق، إذ أعلنت الرئاسة اليونانية أنه وصل إلى أثينا ناقلاً رسالة من القيادة الليبية إلى رئيس الوزراء جورج باباندريو. وأوضح بيان مقتصب لمكتب رئيس الوزراء نقلته وكالة «فرانس برس» أن باباندريو «سيلتقي مساء (أمس) المسؤول الليبي الذي يتولى مهمات وزير الخارجية بناء على طلب رئيس الوزراء الليبي» البغدادي المحمودي في اتصال بين الأخير وباباندريو السبت. وأوضح البيان أنه إضافة إلى رئيس الوزراء الليبي، تشاور باباندريو السبت مع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، كما أجرى الأحد اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وأكدت بريطانيا أمس أن وفداً ديبلوماسياً موجود حالياً في بنغازي، معقل الثوار في شرق ليبيا، بهدف إجراء محادثات مع قادة المجلس الوطني الانتقالي برئاسة مصطفى عبدالجليل. ويعتقد ان مهمة الوفد الأساسية جمع معلومات كافية عن الثوار وفصائلهم وتوجهاتهم السياسية، وسط مزاعم واسعة عن وجود للجهاديين ومؤيدي تنظيم «القاعدة» في صفوف الثوار، وهو أمر سبب قلقاً في أوساط أمنية أميركية على وجه الخصوص. وعلى الصعيد الأمني، أفيد أن قوات القذافي شنّت هجمات واسعة على مدن الثوار في غرب البلاد وتحديداً في مصراتة شرق طرابلس وفي الجبل الغربي جنوب العاصمة الليبية. وقال معارضون إن هجمات قوات القذافي كانت شديدة جداً خصوصاً على الزنتان ونالوت ويفرن، في مؤشر إلى رغبتها في حسم الأمور في غرب البلاد كي تتمكن من التركيز على مواجهة الثوار المتقدمين من الشرق تحت غطاء قصف جوي من قوات التحالف الغربي تحت لواء حلف شمال الاطلسي. وأوردت «فرانس برس» أن الثوار كانوا يتقدمون بحذر على أبواب البريقة النفطية، فهم لا يدرون إلى أين تراجعت قوات القذافي. وقالت إنهم ما أن يتقدموا حتى تدوي أصوات انفجارات ليتراجعوا وسط حالة من الفوضى. ومنذ اسبوعين يتواجه الفريقان للسيطرة على هذه المدينة النفطية الواقعة شرق ليبيا على مسافة 190 كلم من بنغازي. وصباح الأحد بدا كأن الثوار حققوا تقدماً مع السيطرة على مجمع جامعة المهن البترولية الشاسع على المدخل الشرقي للمدينة.