أعلن الإدعاء العسكري الليبي مساء الإثنين توجيه اتهامات إلى 17 شخصاً بينهم نائب رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي علي العيساوي بالتورط في قتل قائد أركان «جيش التحرير» السابق اللواء عبدالفتاح يونس في مدينة بنغازي في تموز (يوليو) الماضي. وذكر مسؤول في الإدعاء الليبي في مؤتمر صحافي أن من بين المتهمين في هذه القضية الدكتور العيساوي والقاضي حسن الجازوي الذي كان مكلفاً رئاسة لجنة تحقيق مع اللواء يونس في مزاعم تتعلق بتعامله مع نظام العقيد معمر القذافي خلال الثورة. لكن رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل أعلن، مساء الإثنين، تبرئة يونس من تهمة «خيانة الثوار» و «التجسس» لمصلحة القذافي، مشيراً إلى اعترافات معتقلين من نظام القذافي في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي نفت هذه التهمة عن يونس. وقُتل يونس مع مرافقيه العقيد محمد خميس والمقدم ناصر مذكور بعدما تم جلبهم ل «التحقيق» من مقرهم على جبهة البريقة. ووصف عبدالجليل في مؤتمر صحافي في بنغازي برفقة مسؤولين في الإدعاء العسكري الليبي، قتل اللواء يونس بالعمل الطائش وغير المبرر، مشيداً بحكمة قبيلة العبيدات التي ينتمي إليها الراحل. وسمّى الإدعاء العسكري المتهمين في القضية وبينهم 6 يزعم أنهم شاركوا مباشرة في القتل العمد عن سابق إصرار وتصميم. والتهمة الموجهة إلى العيساوي ورئيس لجنة التحقيق المستشار جمعة حسن الجازوي العبيدي ورجب حسن الجازوي تتعلق بالمساعدة في وقوع الجريمة من خلال الاجراءات التي اتخذوها لجلب يونس إلى التحقيق. وسمّى الإدعاء العسكري عدداً من قادة وعناصر سرايا الثوار (مثل كتيبة أبي عبيدة الجراح المنحلة) بتهمة التورط في الجريمة أيضاً. وكان العيساوي نفى قبل يومين تورطه في الجريمة وأكد أن عبدالجليل نفسه كان مطلعاً على قرار التحقيق مع يونس. لكن عبدالجليل رد مساء الإثنين بأن العيساوي قال أشياء ولم يقل أشياء أخرى ربما ليست لمصحلته، مؤكداً في المقابل أن جميع المتهمين أبرياء إلى أن يدينهم القضاء. وكان رئيس تجمع سرايا الثوار في الشرق فوزي بوكتف عقد مؤتمراً صحافياً الأسبوع الماضي هدد فيه برفع دعاوى قضائية ضد من يتهمه بالتورط في جريمة قتل يونس، داعياً المجلس الانتقالي إلى الإسراع في نشر نتائج التحقيق في ملابسات اغتيال يونس الذي خدم لسنوات طويلة في نظام القذافي. وفي الزنتان (أ ف ب)، أعلن طبيب أوكراني عالج جروح سيف الإسلام القذافي الاثنين لوكالة «فرانس برس» أن الأخير الذي اعتقل في التاسع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) في جنوب ليبيا قد يصاب بالغرغرينا في حال لم تعالج جروحه سريعاً. وقال الطبيب اندري موراخوفسكي الذي ضمد يد سيف الإسلام اليمنى غداة اعتقاله إن «جروحه بليغة إلا انها لم تكن قد اصيبت بالغرغرينا عندما شاهدته. وقد يصاب بها في حال لم يعالج». وبعد مرور أسبوع على زيارته لسيف الإسلام لا يخفي الطبيب الأوكراني قلقه على صحته. وقال «استدعاني المجلس العسكري فقمت بتنظيف الجرح وضمدته. ولا بد الآن من القيام بتضميد جديد. قال رئيس المجلس العسكري انه سيتصل بي للقيام بذلك الا انه لم يفعل بعد». ونقل الطبيب عن سيف الاسلام قوله له إنه اصيب بجرح في يده اليمنى نتيجة قصف للحلف الاطلسي قبل شهر من اعتقاله. كما اوضح ان «اصبعين من يد سيف الإسلام اليمنى مكسورتان ومهشمتا الانسجة، ولا بد من بتر رأسيهما. كما ان هناك اصبعاً ثالثة مصابة بجرح غير بليغ». واستبعد الطبيب ان ينتقل الالتهاب من الاصابع الى انحاء الجسم الا انه شدد على ضرورة معالجة الجروح. وأوضح ابراهيم التركي منسق المجلس الوطني الانتقالي الليبي لشؤون الصحة في الزنتان (غرب) أن الطبيب الاوكراني هو الطبيب الوحيد الذي طلب منه معالجة سيف الإسلام. وتمكن عناصر من الصليب الأحمر من الالتقاء بسيف الإسلام في الثاني والعشرين من الشهر الجاري إلا أنهم رفضوا التعليق بعد الزيارة. وفي الصور التي نشرت له بعد اعتقاله يظهر سيف الإسلام وقد تم تضميد ثلاث من اصابع يده اليمنى. وأكد التركي أن «سيف الإسلام لا يزال في الزنتان» في جنوب غربي طرابلس، موضحاً انه «محتجز في المدينة ولا يشكل أي خطر». وختم: «لا نعرف كم سيبقى هنا والسلطات الليبية هي التي ستنظر في مصيره».