حذر أطباء من المخاطر الصحية التي تسببها الملابس المستعملة، مشددين على خطورة البيع غير المنظم، والعشوائي، لتلك الملابس. وأكد استشاري الأمراض الجلدية الدكتور حاتم وفا ل«الحياة» أن الملابس المستعملة التي تعرف لدى سكان جدة بملابس «المرحوم» تسبب عدداً من الأمراض الجلدية المعدية، كونها مشبعة بفطريات، وبكتيريا، وطفيليات، لافتاً إلى أن أكثر الأمراض شيوعاً، التي تحدثها تلك الملابس «القوب»، و«الجرب». وأضاف أن هذه الأمراض تنتقل من طريق الاحتكاك المباشر، حتى لو كانت مغسولة ومغلية، «لأن الغسيل يقتل بعض الجراثيم البسيطة، دون غيرها فقط»، مشيراً إلى أن تعرضها إلى الغبار يجعلها ملوثة، وتسبب حساسية في الجلد، والجهاز التنفسي. وطالب وزارتي الصحة، والتجارة، والبلديات بالقيام بدورها في حماية صحة الناس من خطر تلك الملابس. وذكر اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية في جدة الدكتور عابد شفيق، أن الملابس المستعملة في حال حملها للبكتيريا فإنها تنتقل إلى الشخص الذي يرتديها. وشدد على الحد من هذه الظاهرة السلبية التي طغت على الساحة بصورة كبيرة، مضيفاً: «نفضل دائماً أن تكون الملابس جديدة كي نضمن سلامة أبداننا من تلك الأمراض، واستعمال الملابس يكون بصورة شخصية لشخص واحد فقط، إلا عند الضرورة القصوى وفي أضيق الحدود». ونصح شفيق الأشخاص الذين لا يستطيعون شراء ملابس جديدة باتباع الإرشادات الصحية، من خلال غسلها بماء مغلي في درجة حرارة عالية، مع إضافة كمية من المنظفات، ثم كيها من الداخل والخارج، لتقتل أكبر عدد من الجراثيم التي تحملها تلك الملابس، مؤكداً أنه بعد القيام بجميع تلك الخطوات الصحية، لا يمكن الجزم بسلامتها بشكل كامل. إلى ذلك، اكتفى مصدر مسؤول بإدارة المراقبة في إحدى البلديات الفرعية في جدة ل«الحياة» بأن الأمانة تسعى إلى مراقبة مثل هذه الأسواق والإسهام في الحد منها، كونها تتضمن أضراراً صحية للبائعين والمشترين في وقت واحد. وحاولت «الحياة» الحصول على تعليق من الناطق الرسمي للمديرية العامة للشؤون الصحية في جدة عبدالرحمن الصحفي، لمعرفة دور إدارته في متابعة بيع «الملابس المستعملة»، لكنه لم يجب على جميع الاتصالات الواردة إليه.