تعهد المجلس الوطني الانتقالي الليبي بعدم حرمان الطلاب المؤيدين للعقيد معمر القذافي من المنح التي يحصلون عليها من السفارة الليبية في لندن، وذلك بعد يوم واحد من تعيين «سفير» جديد يمثّل الثوار لإدارة السفارة بعد طرد الحكومة البريطانية جميع الديبلوماسيين المؤيدين لحكومة طرابلس منها. وأكد منسّق المجلس الانتقالي في بريطانيا جمعة القماطي ل «الحياة» أن السفارة في ظل إدارة السفير الجديد محمود الناكوع لن تمارس «سياسة كيدية» ضد مؤيدي القذافي «بعكس ما كانت تقوم به في السابق من تهديد بقطع المنح عن الطلاب المعارضين» لنظام العقيد. وقال: «نحن نبدأ عهداً جديداً لليبيا التي نتطلع إلى بنائها في شكل ديموقراطي، وبالتالي فإن الطلاب الذين يريدون أن يعبّروا عن رأيهم بتأييد القذافي أو الكتاب الأخضر فلا مشكلة في ذلك لأن ذلك يدخل ضمن حرية التعبير. لكنهم إذا قاموا بتصرفات تُعتبر خرقاً للقوانين البريطانية فإن التعامل معهم سيتم وفق القوانين البريطانية». وجاءت تطمينات القماطي في ظل مخاوف من لجوء طلاب «ثوريين» جاؤوا للدراسة في بريطانيا بمنح من حكومة القذافي إلى القيام بتصرفات تُخل بالأمن، خصوصاً بعد خروج السفارة من يد مؤيدي النظام الليبي. ومنحت وزارة الخارجية البريطانية ثمانية ديبلوماسيين ليبيين ثلاثة أيام لمغادرة المملكة المتحدة تمهيداً لتسليم السفارة إلى «السفير» الجديد الذي عيّنه المجلس الانتقالي الكاتب محمود الناكوع. ويبلغ الناكوع 74 سنة، وهو من منطقة الزنتان في الجبل الغربي ومقيم في المنفى منذ قرابة 33 عاماً. وأوضح القماطي أن الجالية الليبية في بريطانيا تُعتبر من أكبر الجاليات الليبية في المهجر وتضم قرابة 30 ألف شخص. ووصف فكرة تقديم عرض للقذافي للبقاء في ليبيا إذا تنحى عن السلطة بأنها «سخيفة»، مؤكداً «أن الليبيين يعرفون منذ البدء أنه لا يمكن أن يترك السلطة». وقال إن «سقوط نظام القذافي بات محتماً، لكنه ما زال متعلقاً بالأمل الوهم أنه هو أو أحد أبنائه يمكن أن يبقى في السلطة». لكنه زاد أن الليبيين «متمسكون برحيله (عن السلطة) هو وأبناؤه». ورفض وصف الوضع الميداني في ليبيا بأنه يعاني من «جمود»، قائلاً إن الثوار يتقدمون على كل الجبهات، وآخرها جبهة الجبل الغربي حيث طردوا أمس جنود القذافي من قرى عدة قرب الحدود مع تونس. وقال القماطي ل «الحياة» إنه لا يوافق على القول إن تقدم الثوار توقف في المدن التي يؤيد أبناؤها حقاً نظام العقيد. وأوضح: «يتحدثون عن ترهونة وبني وليد بأنها ما زالت مع القذافي. إنه يحكم هذه المناطق كما يحكم طرابلس: بالقوة الوحشية. لكن على رغم ذلك فإن الثوار ينشطون في ترهونة وبني وليد وغيرها». وأوضح أن الثوار لن يسعوا إلى قطع الإمدادات الغذائية عن الليبيين القاطنين في مناطق القذافي حتى ولو سيطروا على معبر راس جدير الذي تأتي منه إمدادات من تونس. وقال إن الثوار يركّزون على قطع إمدادات النفط عن مناطق القذافي «لأنه يحتاج إلى النفط لتشغيل آلته الحربية»، مشيراً إلى أن النفط بدأ ينفد من مصفاة الزاوية التي يسيطر عليها العقيد. ورفض القماطي أيضاً فكرة «تقاسم السلطة» مع القذافي، بحسب اقتراحات حملها الموفد الدولي عبدالإله الخطيب. لكنه أوضح أن المجلس الانتقالي لا ينوي طرد الموظفين الحاليين في أجهزة الحكومة الليبية بعد سقوط القذافي، بل سيستعين بهم فور دخول الثوار طرابلس. وقال: «لقد تعلّمنا من درس العراق ولا نريد تكراره»، في إشارة إلى سياسة طرد البعثيين من أجهزة الدولة بعد سقوط نظام صدام حسين. لكنه شدد على أنه «سيتم استثناء فئتين من الموظفين: أولئك الملطخة أيديهم بالدماء، وأولئك الذين قاموا باختلاسات. وهؤلاء عددهم قليل، بالمئات ربما، ومعظمهم من أعضاء اللجان الثورية».