رسمت الادارة الأميركية منعطفاً جديداً في موقفها حيال سورية بتأكيدها على لسان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أن نظام الرئيس بشار الأسد بات «من الماضي» وأن «التغيير آت» والرئيس السوري «يمكن أن يعوقة انما ليس أن يوقفه. تصريحات فيلتمان جاءت خلال جلسة استماع ساخنة أمام اللجنة الفرعية للشرق الأوسط في مجلس النواب أكد فيها وبمشاركة مساعد الوزيرة لشؤون الديموقراطية مايكل بوزنر، أن الأسد ونظامه «هما من الماضي» وأن سورية هي على عتبة «مرحلة جديدة». ورأى فيلتمان في شهادة حملت عبارات قاسية ضد الأسد بينها أنه «ليس اصلاحياً» ونكث بوعوده للسفير روبرت فورد، أن «التغيير آت الى سورية، وبشّار الأسد يمكن أن يحاول أن يعوقة أو يؤخره، انما لا يمكن أن يوقفه». وأضاف في لفتة تعكس تفاؤلاً أميركياً اكبر بقدرة المعارضة السورية وجاهزيتها أن «المعارضة لا تنتظر، انهم ينظمون أنفسهم، وبدأوا يتحدثون عن أجندة لمستقبل سورية حيث تكون جميع المواطنين وبغض النظر عن فئاتهم أو معتقداتهم». وأعاد التأكيد أن «الولاياتالمتحدة لا تستثمر شيئاً في نظام بشار الأسد ونريد أن نرى سورية موحدة وحيث التسامح واحترام حقوق الانسان هو العرف». غير أن فيلتمان وبوزنر واجها أسئلة صعبة وانتقادات حادة من النواب لعدم قيام ادارة باراك أوباما حتى الساعة بدعوة الأسد للتنحي. وفيما أكد بوزنر أنه «لو كانت نية الادارة المراهنة على الأسد، لما كانت وصفت نظامه بالوحشي، أو أرسلت فورد الى حماة»، وأضاف: «ليس لدينا أي ثقة على الاطلاق بحكومة الأسد”. أما فيلتمان فنوّه بأوجه الخلاف بين سورية والنماذج العربية الأخرى، وحيث ليس للولايات المتحدة التأثير الكافي كما كانت الحال في مصر، غير أنه جزم بأن الأسد «يخسر ولا يستطيع أن يفوز»، مشدداً على أن الرئيس السوري «يعرف تماماً موقف الولاياتالمتحدة منه”. وتطرق المسؤولان الى الصورة الاستراتيجية لمرحلة ما بعد الأسد في سورية، وحيث تكون لدمشق «حكومة لا تزعزع استقرار المنطقة ولا تتدخل في لبنان وتدعم حزب الله» بل «يكون لها دور ايجابي وبناء اقليمياً». ونوّه بأن ايران هي الصديق الوحيد والأخير للنظام السوري في المنطقة. كما اتهم النظام السوري بالانخراط في لعبة «وحشية مزدوجة» للإلهاء عن المطالب الشعبية ولتبرير احتكار النظام السلطة. وأكد أن نظام الأسد «ينتهز المخاوف من المذهبية والفئوية من خلال اشعال العنف الطائفي وفي الوقت نفسه تحذير السوريين من ركوب هذه السفينة». ورأى فيلتمان أن هذه التصرفات هي دليل اضافي الى أن حكومة الأسد هي «المصدر الحقيقي لعدم الاستقرار»، مكرراً التأكيد أن الأسد فقد شرعيته و «بنظر مئات الآلاف من السوريين» المصرين على «الاستكمال في المطالبة بكرامتهم وبمستقبل خال من الترهيب والخوف». وشدد على وقوف الولاياتالمتحدة الى جانبهم وضرورة إبقاء حضورها الديبلوماسي من خلال السفير روبرت فورد. وأعاد المسؤولان التأكيد أن «ضباط في قوات القدس والحرس الثوري الايراني ساعدت الأسد في قمع المواطنين السوريين».