لندن، دمشق، واشنطن، نيقوسيا، بروكسيل - «الحياة»، أ ف ب - أ ب - عززت السلطات السورية من نطاق حملتها الامنية في مدن ريف دمشق قبل «جمعة صمتكم يقتلنا» اليوم. وتحدث ناشطون وحقوقيون عن مداهمات واعتقالات جديدة اليوم وليل اول من امس الذي شهد تظاهرات حاشدة تضامنا مع مدينة كناكر في ريف دمشق. وتحدثت معلومات مساء عن اطلاق نار كثيف في دير الزور وسقوط ضحايا. وتوازى مع ذلك إعلان منظمة دولية ان ثلاثة آلاف شخص مفقودون في سورية، وان مصير الكثير منهم غير معروف، موضحة ان اجمالي من اعتقلوا على فترات مختلفة منذ بدء حركة الاحتجاجات وصل إلى 26 الفاً. في موازاة ذلك، اتفقت دول الاتحاد الاوروبي من حيث المبدأ على «توسيع» العقوبات ضد مسؤولي النظام السوري بحيث تشمل أسماء خمسة مسؤولين جدد يضافوا إلى قوائم الممنوعين من السفر والمستهدفين بتجميد الارصدة. ورفض مسؤول اوروبي مطلع الافصاح عن هوية المسؤولين السوريين الذين سيضافون إلى قوائم العقوبات، غير انه اوضح ل»رويترز» ان العقوبات الموسعة ستدخل حيز النفاذ مطلع الاسبوع المقبل. وأكد مصدر ديبلوماسي في بروكسيل أن الاتحاد أقر حزمة جديدة من العقوبات ضد مسؤولين وكيانات سورية. وأوضح ل»الحياة» أن «العقوبات الجديدة ستنفذ بين الجمعة والاثنين». وتتضمن العقوبات حظر تأشيرات دخول وتجميد أصول. وتعد الحزمة الجديدة الرابعة اذ كان الاتحاد أصدر عقوبات في ايار (مايو) وحزيران (يونيو) الماضيين في حق 30 شخصية بينهم الرئيس الأسد وأربعة كيانات اقتصادية. وفي واشنطن (ا ف ب)، اصدر الرئيس باراك اوباما قرارا جدد بموجبه التجميد المفروض منذ 2007 على ارصدة اشخاص يشكلون تهديدا لاستقرار لبنان ويستهدف بشكل رئيسي سورية. وجاء في قرار رئاسي ارسله اوباما الى الكونغرسان «بعض الانشطة الجارية، وبينها استمرار نقل اسلحة الى حزب الله تضم منظومات اسلحة متطورة، تقوض سيادة لبنان وتساهم في زعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي للمنطقة وتستمر في تشكيل تهديد غير اعتيادي وهائل على الامن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة». ميدانيا، قال ناشطون إن تظاهرات ليلية واسعة قام بها الآلاف من أهالي ريف دمشق تضامناً مع مدينة كناكر التي تعرضت لحملة أمنية واسعة أول من أمس، تحولت إلى أعمال عنف ومداهمات وان الامن اعتقل ما لا يقل عن 100 شخص امس. وتحدث هؤلاء عن حملة مداهمات واعتقالات في الجوبر وقطنا وبرزة في ريف دمشق. وهي الحملة التي قالت السلطات أنها جاءت في إطار تعقب ل «مجموعات إرهابية مسلحة». من جانبها، ذكرت منظمة «افاز» الانسانية غير الحكومية ان ثلاثة آلاف شخص مفقودون في سورية، وان مصير الكثير منهم غير معروف. واضافت «افاز» ان مصير 2918 شخصاً اعتقلتهم قوات الامن منذ 15 اذار (مارس) غير معروف، معلنة اطلاق حملة للافراج عنهم. واوضحت المنظمة انها أعدت لائحة بالاشخاص المفقودين، وذكرت ان اكثر من الف شخص اعتقلوا في الاسبوع الماضي وحده، «اذ كثّف النظام جهوده لقمع الاحتجاجات قبل بداية رمضان» الاسبوع المقبل. واضافة الى المفقودين، اوضحت المنظمة ان احصاءاتها تفيد ان 1634 شخصا قتلوا منذ بداية حركة الاحتجاج، وان 26 الفاً اعتقلوا في فترات مختلفة وان 12617 ما زالوا موقوفين. وذكرت المنظمة انها عملت مع منظمتين للدفاع عن حقوق الانسان لإعداد هذا الاحصاء والحصول على صور المفقودين ومعلومات شخصية وتواريخ اعتقالهم. وفي واشنطن، رسمت الادارة الأميركية منعطفاً جديداً في موقفها حيال سورية بتأكيدها على لسان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أن «التغيير آت» إلى سورية. وأشار فيلتمان خلال جلسة استماع أمام اللجنة الفرعية للشرق الأوسط في مجلس النواب، بمشاركة مساعد الوزيرة لشؤون الديموقراطية مايكل بوزنر، أن نظام الرئيس السوري «من الماضي». وأكد بوزنر أنه «لو كانت نية الادارة المراهنة على الأسد، لما كانت وصفت نظامه بالوحشي، أو أرسلت فورد الى حماة».