استطاع المسلسل الكوميدي الفلسطيني «هي هيك»، عن نصّ ومن بطولة عماد فراجين ومنال عوض وخالد المصو ومحمد الطيطي، وإنتاج الفضائية الفلسطينية، التربع على عرش الكوميديا العربية، بفوزه بالجائزة الأولى في مونديال الإذاعة والتلفزيون العربي بالقاهرة، الذي نظمه اتحاد المنتجين العرب. وفاز هذا المسلسل الفلسطيني متفوقاً على عديد الأعمال الكوميدية، ويقترب عددها من الثلاثين عملاً مصرياً وسورياً وخليجياً ومن أقطار عربية أخرى لها باع طويل في الكوميديا، وتتفوق على الكوميديا الفلسطينية حديثة العهد في التاريخ والإنتاج، حتى باتت مدارس للكوميديا. ويرى كاتب نص «هي هيك»، وممثله الرئيسي عماد فراجين، أن الجائزة تعني أن الفن الفلسطيني، وخاصة في الكوميديا، «وضع نفسه، وبقوة، على الخريطة العربية والتلفزيونية»، و»هذا إنجاز غير مسبوق لفلسطين على صعيد الكوميديا، وفي منافسة أمام مدارس كوميدية عريقة في الوطن العربي». تطور تقني وأضاف فراجين: « إن اختلاف «هي هيك» الذي قدمته فضائية «الفلسطينية» عن تجاربنا السابقة، يأتي على أكثر من صعيد، أبرزها التقنيات، فالصورة أكثر جودة، كما أن طريقة الطرح مختلفة، والأسلوب رمزي وليس مباشراً، وهذا نابع من رغبتنا في التغيير، وتقديم حلقات برؤيا أكثر عمقاً، فلو أردنا انتقاد شخصيات بعينها وبأسمائها، كنا سنكرر أنفسنا، كون المسؤولين في المجمل لم يتغيروا، والقضايا هي هي». وتابع فراجين: «لا بد من ملاحظة أن «هي هيك» شهد حالة نضوج فني لدى جميع العاملين فيه. فقد تعلمنا من أخطائنا في التجارب الكوميدية السابقة، وهذا النضج برز عبر ردود الفعل التي تردنا، ولا سيما في التعليقات الإيجابية التي تناولت مستوى الكتابة، معتبرة أنها باتت أكثر قرباً من الكتابة التلفزيونية عما كانت عليه تجاربنا السابقة، كما أن النضج اتسع ليشمل أداء الممثلين، وهذا لربما ما أهّلنا للفوز بجائزة الإنجاز كأفضل عمل كوميدي عربي». من جهة أخرى، قالت الفنانة منال عوض، الممثلة الرئيسية ل «هي هيك»: «في البداية كنا نرى أن مجرد ترشيح «هي هيك» لجائزة تايكي العربية في الأردن ضمن ثمانية أعمال عربية كوميدية بارزة، إنجاز للكوميديا الفلسطينية، ثم تلا ذلك ترشيحه لمونديال الإذاعة والتلفزيون في القاهرة بين قرابة ثلاثين عاملاً من مصر وسورية والخليج العربي، ومن بينها أعمال لنجوم كبار على صعيد الكوميديا العربية، ومن ثم الفوز بجائزة أفضل عمل كوميدي في «المونديال»، والذي أراه إنجازاً كبيراً للكوميديا الفلسطينية الناشئة». وأضافت عوض: «فوزنا في منافسة تشتمل على أعمال ذات مستوى إنتاجي كبير، يشعرنا بأننا سائرون في الطريق الصحيح، فلجنة التحكيم على ما يبدو انحازت للرؤية والطرح، ما يشعرنا بمسؤولية أكبر لتقديم الأفضل في الموسم الثاني من «هي هيك»، خاصة مع إدراكنا بأن جائزة الكوميديا في مهرجان عربي كهذا لا يمكن أن تذهب من باب المجاملة على الإطلاق... فالفن شكل من أشكال المقاومة، وفوزنا بهذه الجائزة يصب في خانة رفع اسم فلسطين عالياً على مختلف المستويات. نظرات إلى الواقع وقال ماهر شلبي، مدير عام الفضائية الفلسطينية: «ما ميز «هي هيك» ككوميديا، أنه اعتمد على محاكاة الواقع الفلسطيني بشكل كوميدي ناقد وساخر ومن دون ابتذال، كما كان تعبيراً جيداً عن المتغيرات في العالم العربي، عبر طرحه مواضيع فلسطينية تتقاطع وما يعانيه المشاهد العربي، كموجة غلاء الأسعار والمشاكل الاقتصادية وحكم الإخوان المسلمين والحدود... مع أن الفلسطينيين يعانون على الحدود وفي موضوع جواز السفر أكثر من غيرهم من الشعوب العربية». وأضاف شلبي: «لم تكن المنافسة سهلة، خاصة أن ثمة أعمالاً مشاركة لفنانين يمكن اعتبارهم مدارسَ في الكوميديا من مصر وسورية».