اتسعت رقعة الأزمة الرياضية العالمية المتعلقة بإيقاف رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام مدى «الحياة» من «الفيفا» وبات جلياً أن الأزمة باتجاه التوسع لتطاول الاتحاد الكاريبي، الذي بات في مرمى الاتهامات، خصوصاً الأمين العام تشاك بلايزر. وكرر ابن همام وصف جوزيف سيب بلاتر ب«الدكتاتور»، وقال في لقاء تلفزيوني: «الرؤساء لا ينتقمون، بلاتر دكتاتور، وتاريخ الديكتاتوريين معروف فهم يقصون أي منافسين لهم بشتى الوسائل والسبل». وأضاف: «لا أعرف إذا كان بلاتر يصنف نفسه كقائد أولا، لكن القادة لا يعرفون الانتقام». وفي الوقت الذي فتح فيه ابن همام النار مجدداً على «الفيفا» سارع إلى الجبهة الداخلية بالنسبة له (آسيا) إذ بعث برسالة إلى اتحاداتها الأهلية ال 46 جاء فيها: «لا زلت أؤمن أن آسيا واستناداً إلى عدد سكانها والمواهب فيها، وحبها لكرة القم وقوة اقتصادها مؤهلة لأعلى المراكز الرياضية في العالم، وآمل أن لا تتخلوا عن فرصتكم في الترشح لانتخابات رئاسة الفيفا في المستقبل». وتابع: «لدي الحق في تبرئة ساحتي بعد القرار غير العادل للجنة الأخلاق عبر الاستئناف، أو محكمة التحكيم الرياضي، أو وسائل أخرى، وهذا يعني أنني لن أستقيل من منصبي كرئيس للاتحاد الآسيوي وكعضو في المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي ممثلاً لآسيا حتى انتهاء الإجراءات القانونية». وسيفتح خطاب ابن همام الذي أكد فيه أنه لن يستقيل من منصبه في إشارة على رغبته في عدم عقد جمعية عمومية غير اعتيادية واختيار رئيس مرشح بدلاً منه وهو ما يوضح ثقته في تبرئة ساحته إلا أن الرد جاء سريعاً من رئيس الاتحاد الياباني جيونجي أوغورا الطامح في المنصب، الذي طالب باختيار رئيس بديل عن ابن همام بصفة عاجلة. وسيكون اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي المقبل عاصفاً إذ ينتظر أن يقر أو يرفض الدعوة لعقد جمعية عمومية غير اعتيادية، وبحسب الأنظمة واللوائح فإن المدة التي يجب أن يتم عقد الجمعية وتنصيب الرئيس البديل تصل إلى 12 شهراً ولا يستطيع أحد التكهن فيما إذا كانت كافية للقطري محمد بن همام لخوض صراعه القانوني والقضائي بالاستئناف على لجنة الاخلاق لدى «الفيفا»، ومن ثم التوجه إلى محكمة التحكيم الرياضي ربما المحكمة الفدرالية السويسرية. وفي الوقت الذي تدور فيه التحالفات والتجاذبات والصراعات داخل البيت الآسيوي تدخل «الفيفا» بشكل عاجل لخنق تحركات «رجل آسيا الموقوف»، وقام بمخاطبة جميع الاتحادات الآسيوية وأعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي محذراً إياهم من التعامل أو الاتصال بابن همام. وأضاف الفيفا في خطابه: «أن الفيفا يبلغكم بوجوب احترام قراره بإيقاف ابن همام وبعدم الاتصال به وفي حال القيام بذلك فإن الأمر سيكون تحت طائلة اتخاذ عقوبات إذا تطلب الأمر ذلك». ويبدو جلياً أن الطامحين للمنصب كُثر إلا أن «الحياة» علمت أن الأمير علي بن الحسين، الذي أشارت توقعات إلى احتمالية دخوله في الصراع على كرسي الرئاسة الآسيوية لا ينوي الإقدام على هذه الخطوة. ومع أن الأمير علي بن الحسين لن يرشح نفسه، إلا أن ذلك لا يعني أنه لن يلعب دوراً بارزاً في حال افتتحت بوابة المنافسة على الكرسي، خصوصاً في ظل وجود رغبة من أطراف عربية بارزة في المنطقة توحيد الجهود خلف مرشح محدد، بدلاً من دخول أسماء عدة وتشتت الجهود والدعم. ... تصفية الحسابات تقود بلايزر إلى «مقصلة الاتهامات» حاول الأمين العام لاتحاد الكاريبي لكرة القدم تشيك بلايزر والذي فجر أزمة الاتهامات الموجهة إلى رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام جاهداً في الدفاع عن الاتهامات التي وجهها له الأخير بالحصول على مبالغ غير شرعية من الاتحاد القاري الذي يشغل منصباً بارزاً فيه، ويبدو أن تصفية الحسابات التي بدأ فيها ابن همام أجدت نفعاً إذ سعى بلايزر بالدفاع عن نفسه ضد المطالبات التي طاولته بالخضوع للجنة الأخلاق في الفيفا. وتعود قصة «مقصلة الاتهامات» المنصوبة لبلايزر إلى آذار (مارس) الماضي إذ تسلم مبلغ 250 ألف دولار من الاتحاد الكاريبي وهو ما دعا «الأمين العام» إلى الدفاع عن نفسه والتأكيد على أن المبلغ كان سداداً لمبالغ مدفوعة لرئيس الاتحاد السابق جاك وارنر وأن حجزه للمبلغ كان إجراءً وقائياً مع التأكيد على أنه سيقوم بإعادتها إلى خزانة الاتحاد الكاريبي كونه مصدر المبلغ، وليس الرئيس المستقيل جاك وارنر. وكان الصحافي الإنكليزي أندرو جينينغز كشف على موقع «الشفافية في الرياضة» أن الأمين العام لاتحاد الكونكاكاف دفع لنفسه مكافآت على مدى السنوات الخمس الماضية إلا أن بلايزر قال إن خطواته سليمة وفقاً لما تسير عليه صناعة كرة القدم. وبعث بلايزر إيميلاً لقناة سكاي نيوز التلفزيونية شدد فيه على أنه لا يعتقد أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر قد لعب أي دور في سقوط ابن همام. وحول كونه الشخص الذي كشف عن القضية، قال: «أنا الشخص الذي وضع القضية على طاولة الفيفا، لاعلاقة لي بأية دوافع سياسية لكن القضية بالنسبة لي كانت الإبلاغ عن الانتهاكات الأخلاقية التي من شأنها أن تغير طبيعة المنظمة بأشملها والآلية التي سوف تجرى بها الأمور التجارية في المستقبل، وهو ما لايمكن أن أسمح به، ووارنر وابن همام كانا قد ذهبا بعيداً جداً». ومن المنتظر أن يواجه بلايزر ضغوطاً واسعة في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الكاريبي العام المقبل على خلفية الاتهامات التي تطاوله حالياً، وربما يفقد منصبه في المعركة المقبلة خصوصاً وأن أنصار جاك وارنر سيسعون إلى إقصائه.