اختُتمت «ندوة الانتقال الديموقراطي» مساء أول من أمس، باتفاق المجتمعين على إنشاء هيئة للتشاور والمتابعة. وكُلِّفت «تنسيقية الانتقال الديموقراطي» بتولي المشاورات مع أحزاب المعارضة لتشكيل الهيئة، كما اتفق المشاركون على عقد ندوة ثانية، لم يُحدَد تاريخها ولا مكانها، في أقرب فرصة. وأكد البيان الختامي للندوة على «ضرورة مواصلة النضال من أجل إحداث التغيير الحقيقي بما يجسد سيادة الشعب في إختيار حكامه وممثليه، وتمكينه من مساءلتهم ومحاسبتهم وعزلهم». وأوصى البيان الختامي بتعميق الحوار وإثراء مشروع المعارضة السياسي، على أن يتم على ضوء المداخلات والمساهمات والمقترحات إصدار وثيقة توافقية وعرضها على النظام والمجتمع الجزائري، داعياً السلطة لعدم تفويت الفرصة التاريخية التي وفرتها الندوة للتعاطي بايجابية مع مسعى الانتقال الديموقراطي. وحذر البيان من تفشي الفساد بكل أنواعه وتفاقم البيروقراطية والمحسوبية وغياب الرؤية الاقتصادية الشاملة للتنمية التي من شأنها أن تحرر الجزائر من التبعية. من جهة أخرى، رأى رئيس حركة مجتمع السلم عبدالرزاق مقري أن قمة التنسيقية كانت «ناجحة 100 في المئة»، مثمناً قرار انشاء هيئة للتشاور بين أحزاب المعارضة، فيما اعتبر أمين عام حزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية محسن بلعباس أن الندوة «ناجحة». وقال: «لا يمكن أن نتوقع رأي كل طرف، وقد أعطى كلٌ رأيه رغم خروج النقاش عن موضوع ندوتنا». أما المحامي مقران أيت العربي فصرح بأن الندوة كانت «إيجابية، حتى وإن خرج النقاش عن الموضوع المحدد لها»، في حين طالب رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور «قوى التغيير» في البلاد ب»عقد تحالف في أسرع وقت». وأضاف: «لا بد من ذلك لأننا لا نستطيع أن نتكهن إلى أين تتجه البلاد وما الذي سيحدث، ما دام النظام منطوياً على نفسه والشعب يعيش حالة يأس». إلى ذلك، قال الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي: «أظهرت اللقاءات والمبادرات في الآونة الاخيرة بين مكونات الطبقة السياسية على اختلاف مشاربها الفكرية وتنوعها تطوراً كبيراً في فكرها السياسي ما دفعها إلى الجلوس على طاولة واحدة» في إشارةٍ إلى لقاء «جبهة القوى الإشتراكية» و»التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» مع أحزاب إسلامية بارزة كانت القوى العلمانية ترفض التنسيق معهم. وأضاف ذويبي: «ها هي هذه الجهود والمساعي الحثيثة تُكلَل بهذا اللقاء التاريخي المبارك تحت عنوان الندوة الأولى من أجل الحريات والانتقال الديموقراطي في الجزائر».