باشر حزب «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» مشاورات من أجل تقديم مشروع دستور «دائم» للجزائر. ووجّه الحزب العلماني المعارض دعوة إلى «حركة مجتمع السلم» التي تمثل «الإخوان المسلمين» في الجزائر لتقديم تصوراتها، في أول عمل مشترك بين الحزبين اللذين جمعتهما «معارك سياسية» طويلة. وأعلن «تجمع الثقافة والديموقراطية» طرح خيارين هما جمعية وطنية تأسيسية أو الوصول إلى إعداد دستور توافقي. ورأى أنه لم يعد ممكناً تأجيل التشاور والحوار بين مختلف الفاعلين السياسيين والاجتماعيين الوطنيين حول وثيقة الدستور، بخاصة أن الجزائر حالياً تقف عند «مفترق طرق في تاريخها». واستجاب زعيم «حركة مجتمع السلم» عبدالرزاق مقري دعوة الحزب العلماني، في أول خطوة تقارب بين التشكيلين اللذين تبادلا «العداء السياسي» لسنوات طويلة كانت فيها «حركة مجتمع السلم» شريكاً في الحكومة و «التحالف الرئاسي» إلى جانب حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديموقراطي. وخلال لقاء وطني خُصص لإثراء النقاش الذي باشره «تجمع الثقافة» من أجل إعداد مقترحات حول «مشروع دستور دائم» للبلاد، شدد رئيس الحزب العلماني محسن بلعباس على أن «الأمر الملح اليوم هو التركيز على تحضير وتنظيم استشارة انتخابية يجب أن تكون واضحة المعالم في وقت ممكن إذا أردنا أن نجعل من هذه المناسبة (مراجعة الدستور) فرصة لانطلاقة جديدة لبلادنا».