قُتل 57 شخصاً وجُرح اكثر من 100 أمس بهجوم شنّه انتحاري من تنظيم «داعش» استهدف مركزاً لتسجيل ناخبين في كابول، في اعتداء أثار تساؤلات حول قدرة السلطات على ضمان الأمن خلال حملة الانتخابات النيابية المرتقبة في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وتكتسي الانتخابات أهمية كبرى بالنسبة إلى صدقية حكومة الرئيس أشرف غني، التي تتعرّض لضغوط دولية لضمان تنظيم الانتخاب هذا العام بعد تأجيله مراراً. وندد الرئيس الأفغاني بالهجوم، قائلاً: «لن يثنينا عن أهدافنا أو يضعف عمليتنا الديموقراطية». وأعلن ناطق باسم وزارة الصحة أن بين القتلى 5 أطفال و21 امرأة، مرجحاً أن يرتفع عدد الضحايا. وأشار الى جرح 119، بينهم أكثر من 12 طفلاً وحوالى 50 امرأة. وذكر قائد الشرطة في كابول الجنرال داود أمين أن الانتحاري استهدف مدنيين تجمّعوا للحصول على بطاقات الهوية، في إطار تسجيل حوالى 10 ملايين ناخب في أفغانستان استعداداً للانتخابات. وأشار ناطق باسم وزارة الداخلية إلى أن انتحارياً اقترب من المركز وفجّر نفسه، ما أسفر عن تدمير سيارات وتحطيم نوافذ مبان قريبة. وأغلقت الشرطة الطرق المؤدية إلى الموقع، ولم يُسمح سوى بدخول سيارات الإسعاف، فيما تجمّع مئات في مستشفيات مجاورة بحثاً عن أقاربهم. ونُفذ الهجوم في منطقة دشت برجي غرب كابول، التي يقيم فيها عدد كبير من أقلية الهزارة الشيعية. وأفادت «وكالة أعماق» التابعة ل «داعش» بتنفيذ «عملية استشهادية بسترة ناسفة»، مشيرة إلى أنها استهدفت شيعة «مرتدين»، علماً أن ناطقاً باسم «طالبان» نفى مسؤولية الحركة عن التفجير. وأتى الهجوم بعد تحذيرات متكررة من أن متشددين قد يسعون إلى عرقلة العملية الانتخابية، لا سيّما أن «داعش» و»طالبان» يعارضان تنظيم الانتخابات. وسيكون تأجيل الاقتراع إلى العام المقبل شبه أكيد، إن لم يُستكمل قبل فصل الشتاء تسجيل ملايين الناخبين، وبينهم كثيرون لا يحملون بطاقة هوية. وندد تاداميتشي ياماموتو، رئيس بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان، ب «لامبالاة قاسية بحياة المدنيين»، معتبراً أن «جريمة القتل تبدو جزءاً من محاولة المتطرفين إثناء الأفغان عن ممارسة حقهم الدستوري بالمشاركة في الانتخابات». إلى ذلك، قُتل 5 أشخاص عندما اصطدمت سيارتهم بقنبلة مزروعة على الطريق في مقاطعة بغلان شمال أفغانستان. كما توفي قائد شرطة في مقاطعة بلخ الشمالية، متأثراً بجروح أُصيب بها السبت خلال معركة مع «طالبان» التي قُتل 12 من مسلحيها. في باكستان، أُوقف قياديون من الباشتون ساعات مساء السبت قبل تظاهرة في لاهور منعتها السلطات. وتطالب الحركة الباشتونية، التي أُسِست قبل 3 اشهر، بوقف «تجاوزات» و»تمييز» يتعرّض لها أفراد الأقلية التي تشكل 15 في المئة من الشعب الباكستاني.