قال زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة سعد الحريري: «أن بلدة عرسال ومدينة بعلبك يمكنهما احداث فرق في الانتخابات النيابية المقبلة». وتحدث الحريري في مهرجان انتخابي حاشد مساءً في بلدة عرسال البقاعية التي ل «المسقبل» نفوذ فيها، في اختتام جولة انتخابية على قرى البقاع: الغربي والأوسط والشمالي، والأخير معقل «حزب الله»، عصر أمس. وأضاف: «ان عرسال بلدة غير متروكة. صحيح ان لعرسال رب يحميها لكن لعرسال دولة مسؤولة عنها وعن كرامة ناسها». وقال وسط هتافات الترحيب به: «كلنا نعلم أن الحريق في سورية وصل إلى عرسال، وأن المواطن العرسالي دفع ثمناً من سلامته ورزقه وخيرة شبابه. لكن مهما قالوا عن عرسال، تبقى عنواناً للشرف الوطني. ولا أحد يمكن أن يزايد عليكم بوطنيتكم وعروبتكم وانتصاركم للحق ورفع الظلم عن كل مظلوم». وأضاف: «ما تعرضت له عرسال يهدّ دولاً، وليس فقط يخرب قرية أو مدينة! لم يتركوا وسيلة لتشويه صورتها. اتخذوا من استقبالها النازحين السوريين وسيلة للطعن بكرامتها الوطنية. ما تركوا باباً إلا ودخلوا منه ليُلبسوها ثوب التطرف والإرهاب. لكن عرسال تلبس ثوباً واحداً، عباءة العروبة ولبنان، وكل الاتهامات التي سمعناها باتت في مزبلة التاريخ». ورأى أن «البعض جهد ليقيم من عرسال جزيرة مذهبية في محيط معاد. والعمل مع الأسف كان في الاتجاهين، لكن الوجدان الوطني في عرسال كان أقوى. العيش المشترك مع المحيط، جزء لا يتجزأ من تاريخها، والخلاف السياسي لا يعني تحويل عرسال خط تماس مذهبياً. ومن يعرف العراسلة يعرف أن التعصب غير موجود في قاموسهم، لكن فيها نتحدث عن عصب عربي، عصب للدولة، عصب سياسي، وعصب بقاعي، وغير ذلك كلام متعصب ضدها». وقال إن «هناك صفحة طويت. وأمام عرسال صفحة جديدة. وسأكون أمامكم، بغض النظر عن أية ولاءات». وأضاف: «صحيح أني موجود معكم في موسم انتخابات، وأن تيار المستقبل سمى أحد ابناء البلدة مرشحاً عن المقعد السني، هو بكر الحجيري، الى جانب المرشح حسين صلح»، معتبراً أن «الأصح، ألا تشعر عرسال وبعلبك بالغبن، وهذا ممكن، إذا قررت عرسال وبعلبك أن تحدثا فرقاً، في الانتخابات». وحيا «أهلنا من بعلبك الموجودين معنا». وكان الحريري استكمل صباح أمس، ولليوم الثاني، جولته البقاعية، واستهله بزيارة بلدة القرعون، حيث أقيم له احتفال شعبي حاشد، في حضور المرشحين على لائحتي «المستقبل» في البقاعين الغربي والأوسط، محمد القرعاوي، زياد القادري، أمين وهبة وماري جان بيليزيكجيان، وحشد من الفاعليات والأهالي الذين رفعوا صوره ورايات «تيار المستقبل»، مرددين الشعارات المؤيدة له ولسياساته. وخاطب الحريري مستقبليه، فقال: «أجمل ما في هذا الاحتفال العيش المشترك الذي حافظتم عليه في هذه المنطقة التي طردت العدو الإسرائيلي وكانت من أول المقاومات، أنتم علمتم غيركم المقاومة». وأضاف: «لدينا انتخابات مصيرية بالنسبة إلى لبنان والبقاع. وصدرت أخيراً لوائح يجهر أصحابها في العلن بأنهم يمثلون بشار الأسد، وهم فخورون بذلك، لكن القرعون يستحيل أن تكون عليها إلا وصاية أهلها. هذه المنطقة في حاجة إلى العديد من المشاريع الواجب تنفيذها، وفي مؤتمر باريس وضعنا كل المشاريع المطلوبة لهذه المنطقة، التمويل بات متوافراً، وكل ما علينا هو إنجاز بعض الإصلاحات والقضاء على الفساد، ولكن حتى يتمكن سعد الحريري من تنفيذ هذه المشاريع، فهو في حاجة إلى كل أصواتكم، لكي نعود بكتلة وازنة في مجلس النواب، وأنا متأكد من أنكم أهل الوفاء والكرامة». وبعدما قدم الحريري للأهالي مرشحي المستقبل في المنطقة قال: «أن «البقاع ليس مكاناً لفرض الوصاية، بل هو لأصحاب الكرامة الذين يقولون لبنان أولاً، وسنظهر للجميع في 6 أيار(مايو) من هو المارد الأزرق، ومن هو رفيق الحريري ومن هو تيار المستقبل. أطلب منكم أن تحافظوا على العيش المشترك، على رغم كل محاولات تغيير هذا المنطق». وأضاف: «لقد رفضتم الوصاية التي يحاولون اليوم إعادتها بلوائح حليفة للنظام في سورية. فهناك الكثير من المغرضين الذين يحاولون أن يختطفوا قرار البقاع الغربي وراشيا وكل البقاع، ونحن يجب أن نكون لهم بالمرصاد، وسنمطرهم بأصواتنا، لكي يفهموا أن هذا البقاع ليس ليس النظام السوري أولاً، وهو ليس لمن يبيعون ويشترون بلدهم. سنقول لكل من يفخرون بأنهم حلفاء النظام الذي يقتل الأطفال، أن حسابكم في السادس من أيار، الشعب سيحاسبكم على هذه العلاقة مع الإجرام». وزاد: «وضعنا كل المشاريع التي يحتاجها كل البقاع في مؤتمر سيدر، من كهرباء ومياه وشبكات وطرقات واتصالات ومدارس ومستشفيات وجامعات، فكفانا يحملوننا جميلاً في بعض الجامعات، ويشترطون على طلابها التصويت لهم وإلا يطردون من الجامعة، هذه المرة نحن سنطردهم. في 6 أيار سنظهر للجميع ما هي هوية غزة والبقاع الغربي». وكان الحريري زار في محطته الثانية، بلدة كامد اللوز، حيث أعد له لقاء شعبي حاشد. ثم زار بلدات لالا وبعلول والسلطان يعقوب وحوش الحريمي، وأقيمت له الاحتفالات، واستقبله الأهالي بالزغاريد ونثر الرز والورود. وفي غزة، احتشد أبناء البلدة مرددين هتافات التأييد والولاء له. وبعد الظهر، انتقل الحريري إلى بلدة برالياس حيث احتشد آلاف المواطنين وقطعوا الطرق لاستقباله بفرق الخيالة والكشافة وقرع الطبول وإطلاق الأسهم النارية ونثر الرز والزهور على الموكب. ثم انتقل إلى بلدة سعدنايل وكان له استقبال شعبي حاشد، وخاطب مستقبليه بالقول: «قبل عشر سنين، في 7 أيار أنتم أوقفتم الفتنة، وهذه السنة في 6 أيار ستوقفون الفتنة مجددا. أعلم أن سعدنايل تنتظر قانون العفو، وأنا لا أوفر جهداً في هذا الإطار، والقانون آت بإذن الله. أنتم الرقم الصعب في البقاع، فمصيره ومصير الحريرية في البقاع بين أيديكم». بعد ذلك، زار الحريري بلدة تعلبايا والتقى عشائر العرب في بلدة الفاعور وانتقل إلى خربة قنافار.