واكب اللبنانيون جنازات تشييع شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا خلال المعارك الدائرة بين الجيش والمسلحين من المجموعات الإرهابية الذين اجتازوا جرود عرسال ودخلوا البلدة واستباحوا منازلها وأهاليها، بكثير من الحزن والغضب. واستقبلت النعوش، التي لفت بالأعلام اللبنانية، بالبكاء وإطلاق النار الغزير في الهواء ونثر الورود والرز على الجثامين. وشُيع أمس المقدم في الجيش نور الدين الجمل (رقي الى رتبة عقيد بعد استشهاده) الذي استشهد خلال المواجهة بعد ظهر أول من امس في عرسال. ونقل جثمان الشهيد الى المستشفى العسكري في بيروت ومنه قبل الظهر الى منزل ذويه في منطقة الطريق الجديدة، ثم في اتجاه منزله في محيط الجامعة العربية، ومن هناك الى مسجد الخاشقجي في محلة قصقص، حيث صلي على جثمانه وسط حشد كبير من الأقارب والمعارف. وزحفت الطريق الجديدة لوداعه فحضر المئات على الدارجات النارية وسيراً على الأقدام حاملين صوره. وأطلق الرصاص بغزارة لدى إخراجه من المسجد ونقله في اتجاه مدافن الباشورة في محلة البسطة التحتا. وتقدم الموكب إخوة الشهيد وعائلته وأقرباؤه والأصدقاء وحشود من أهالي المنطقة وسط مشاركة واسعة لوحدات الجيش والعناصر الأمنية، وتقدم المشيعين النائب عمار حوري ممثلاً الرئيس سعد الحريري، العميد الركن أنطوان الحلبي ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، وممثلون عن المديرين العامين لقوى الأمن الداخلي والجمارك والأمن العام، رفعت بدوي ممثلاً الرئيس سليم الحص، الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري ووفود دينية وأمنية وعسكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية وفاعليات. وكانت قيادة الجيش نعت الجمل (مواليد 1966 - بيروت) الذي «استشهد خلال الاشتباكات التي خاضها الجيش ضد المجموعات الإرهابية في منطقة عرسال». وشيعت قيادة الجيش عدداً من العسكريين الذين استشهدوا أيضاً في منطقة عرسال، وهم: العريف إبراهيم محمد العموري من بلدة قب الياس- قضاء زحلة، العريف وليد نسيم المجدلاني في بلدة كفرزبد– قضاء زحلة، العريف نادر حسن يوسف في بلدة مشتى حمود– قضاء عكار، العريف عمر وليد النحيلي في بلدة مشتى حمود– قضاء عكار، العريف جعفر حسن ناصر الدين في بلدة العين– قضاء بعلبك، الجندي حسين علي حميه في بلدة طاريا– قضاء بعلبك، المجند حسن وليد محيي الدين في بلدة جديدة الفاكهة– قضاء بعلبك، والمجند محمد علي العجل في بلدة جديدة القيطع– قضاء عكار. وبعد تقليد الشهداء أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، وإقامة الصلاة على جثامينهم، ألقيت كلمة مشتركة باسم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل والعماد قهوجي. وأكدت الكلمة أن «ما تعرّض له الجيش من هجمة شرسة على يد عصابات الغدر والإرهاب، يستهدف الوطن بأسره بجميع طوائفه ومذاهبه ومناطقه، فالإرهاب يدرك أن الطريق للنيل من وحدة الوطن وعيشه المشترك لا بد من أن يمرّ عبر ضرب الجيش الذي يشكّل عصب هذه الوحدة والتي تمثل بدورها الركيزة الأولى لوجود لبنان. لكنّ الجيش وكعادته وقف وسيقف سداً منيعاً في وجه هذا المخطط الإجرامي، وكان عند عهده للمواطنين بأنه لن يسمح بجعل لبنان ساحةً مشرّعة للفتنة والفوضى والإرهاب، مهما اشتدت المخاطر وغلت التضحيات». كما شيعت بلدة العقبة وقيادة الجيش ومنطقتا راشيا والبقاع الغربي المجند خلدون رؤوف حمود وأقيمت مراسم التشييع وسط حضور شعبي كبير من كل قرى المنطقة، وأقيمت لجثمان الشهيد استقبالات حاشدة في القرى فنثرت الورود والرز على النعش. وأكد ممثل وزير الدفاع وقائد الجيش في كلمة أن «مرة جديدة يكون الجيش بالمرصاد لكل المجرمين والعابثين بأمن الوطن ويقدم الشهداء ذوداً عن الوطن والشهيد حمود أظهر براعة واستبسالاً في التصدي في ساحة المعركة في مواجهة الإرهابيين في محيط عرسال».