دمشق، نيقوسيا، الدوحة - «الحياة»، أ ف ب ، رويترز - قال سكان إن قوات أمن سورية من الفرقة الرابعة حاصرت ضاحية حرستا في دمشق أمس، في تصعيد وصفه ناشطون ومعارضون بأنه يهدف إلى «تطويق» و «قطع أوصال» حركة الاحتجاجات المتصاعدة في ريف دمشق، بالتزامن مع عمليات أمنية واسعة في دوما بريف العاصمة. وحذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في تصريحات نقلتها وكالة «فرانس برس»، سفيري الولاياتالمتحدة وفرنسا من التجول خارج دمشق من دون إذن رسمي، موضحاً أن السفير القطري غادر دمشق «من دون إعلام وزارة الخارجية». وردت الخارجية الأميركية بأنها «تراجع القرار وما إذا كان سيعيق عمل السفير». وذكرت «فرانس برس» أن دمشق «بعثت برسالة اعتذار» الى وزارة الخارجية القطرية بعد مهاجمة السفارة في دمشق. وعن العمليات في ريف دمشق، قال أحد سكان ضاحية حرستا لوكالة «رويترز»: «طوق المئات من الفرقة الرابعة كل مداخل حرستا، إنهم يرتدون زياً قتالياً من خوذات وأحزمة ذخيرة ويحملون بنادق. قطعت المياه والكهرباء والهواتف». وقال «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إن قوى الأمن شنت عملية أمنية واسعة صباح أمس في دوما، واعتقلت أعداداً كبيرة من السكان بعد قطع الاتصالات ووضع حواجز أمنية ومداهمات واسعة. وأفاد أن أهالي المدينة خرجوا في تظاهرات من أمام الجامع الكبير، كما أغلقت المحال والأسواق، مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين. وفي حمص، قال ناشطون وشهود إن قوات الأمن شنت مداهمات واسعة في عدد من أحياء المدينة لليوم الرابع من عملية أمنية أدت الى مقتل حوالى 50 شخصاً حتى الآن. وقال شهود إن حالة من الهدوء الحذر سادت المدينة التي تحاصرها دبابات الجيش، فيما تشن قوى الأمن داخلها عمليات موسعة، خصوصاً خلال ساعات الليل. في موازاة ذلك، أكد وليد المعلم أهمية أن «تتمسك الأسرة السورية بالوحدة الوطنية» وأن تهدئ من الانفعالات. ونقلت «فرانس برس» عنه تحذيره لسفيرى أميركا وفرنسا من التجول خارج دمشق من دون إذن رسمي. وقال المعلم: «إذا استمرت هذه المخالفة، سنفرض إجراء وهو منع التجول في محيط يزيد على 25 كلم». وتابع: «أرجو ألا نضطر الى هذا الإجراء». كما أكد المعلم مغادرة السفير القطري دمشق لكنه أوضح أن «مغادرة السفير القطري دمشق جاءت من دون إعلام وزارة الخارجية السورية، على رغم ذلك نتطلع الى علاقات طيبة مع دولة قطر بغض النظر عما تفعله قناة الجزيرة». يذكر أن السفير السوري في قطر لا يزال في منصبه ولم يغادر على رغم التوترات الأخيرة. وفي واشنطن، ردت الإدارة الأميركية في شكل حازم على طلب الخارجية السورية «إذناً مسبقاً» للسفير الأميركي في دمشق روبرت فورد للتجول خارج المدينة، مشيرة الى أنها «تراجع القرار وما إذا كان سيعيق عمل السفير». وقال مسؤول أميركي ل «الحياة» إن «وزارة الخارجية السورية أعلمت السفارة الأميركية في دمشق بأن السفارات أضحت بحاجة الى طلب إذن من الوزارة للسفر خارج دمشق». واستغرب المسؤول خطوة الوزارة، مشيرا الى أن «هذه ليست أفعال حكومة ليس لديها ما تخفيه». وأضاف المسؤول أن واشنطن «ستستمر في تقويم عملية تطبيق هذا القرار لكي تقرر إذا ما كان يعيق قدرة ديبلوماسييها على القيام بمسؤولياتهم داخل سورية وسترد وفق ذلك». وشدد المسؤول على أن حقيقة ما يجري هو أنه «عوضاً عن استجابة الحكومة السورية للمطالب المشروعة للمعارضة السورية، قرر نظام الأسد أن يضرب ويعتقل ويقتل الشعب السوري الذي يطالب بحقوقه المعترف بها عالمياً». وأفادت مصادر أميركية موثوق بها أن زيارة فورد إلى حماة كانت أساساً لحماية المدنيين هناك، وأن هناك أفكاراً لإلحاقها بزيارات لمدن أخرى بينها دير الزور. وتزامن ذلك مع نقل صحيفة «واشنطن بوست» عن مكتب التحقيق الفيديرالي (أف بي آي) متابعته لقضية تجسس السفارة السورية في واشنطن على معارضين في الولاياتالمتحدة وترهيب عائلاتهم في سورية، ما قد تترتب عليه إجراءات قانونية. إلى ذلك نفت مصادر رسمية ما تردد من ان الرئيس السوري بشار الاسد سيظهر قريباً ليعلن الغاء المادة الثامنة من الدستور واجراء انتخابات رئاسية قبل نهاية العام. وفي نيويورك ندد الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس مجدداً ب«تصعيد العنف» في سورية وطالب دمشق ب«الوقف الفوري» لقمع المعارضين.