وسط حالة من التوتر الشديد، نفذ أهالي مدينة حمص السورية أمس اضراباً شاملاً احتجاجاً على الانتشار الواسع لقوى الامن في المدينة، ومقتل لا يقل عن 30 شخصاً خلال الاربعة والعشرين ساعة الماضية في ظروف تضاربت التقارير حولها، إلا أنها ولدت مخاوف قوية وسط الاهالي من تحويل حركة الاحتجاج السلمية إلى «اقتتال داخلي وفتنة». وتوازى توتر حمص مع توسيع قوى الأمن حملاتها الأمنية في ريف دمشق لتصل إلى مدينة الحجر الأسود بعد قطنا والزبداني. ومع سحب قطر سفيرها في دمشق دعا وزراء خارجية اوروبيون امس إلى «تغيير النظام» في سورية، منتقدين اداء الجامعة العربية في هذا الملف، قائلين إن «على الجامعة العربية واجباً هو ان تكون اكثر حزماً وانخراطاً في سورية لوقف اطلاق النار على المتظاهرين على الاقل». وعن تطورات حمص، قال شهود وناشطون إن ستة باصات عسكرية جديدة دخلت حمص المضطربة محملة بالجنود من طريق الستين باتجاه الخالدية والبياضة. وجاء تعزيز الأمن بعد مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً في ظروف تضاربت التقارير حولها. وقال ناشطون وحقوقيون إن غالبية الضحايا سقطوا «برصاص قناصة» بعدما اندلعت مواجهات بين أنصار النظام ومعارضيه في «شارع الحضارة» القريب من وسط المدينة ثم توسعت رقعتها لتشمل أحياء أخرى، لكن مصادر أخرى قالت إنهم سقطوا ضحية مواجهات داخلية بين موالين للنظام ومعارضين له، متحدثين عن عمليات خطف ضد موالين للنظام وتعذيبهم وإرسال جثثهم مشوهة إلى عوائلهم. فيما تحدثت وزارة الداخلية السورية عن «ملثمين يستخدمون الدراجات النارية ويستغلون تجمعات المواطنين للقيام بأعمال إرهابية وتخريبية ... بقصد تقويض السلم الأهلي». وحذر المرصد السوري لحقوق الإنسان من محاولة لإشعال «حرب أهلية»، موضحاً «ان هذا الاقتتال في حمص تحول خطير يمس بسلمية الثورة ويخدم أعداءها والمتربصين بها الذين يسعون لتحويل مسارها نحو حرب أهلية». وفي ما وصفه سكان ب «حملة ترهيب» للمدنيين في ريف دمشق، وسعت قوى الأمن حملاتها الأمنية لتصل إلى مدينة الحجر الأسود. وقال ناشطون وشهود إن 4 باصات أمن كبيرة دخلت أمس إلى الحجر الأسود في ريف دمشق وأن هناك مخاوف من حملة اعتقالات. كما قال ناشطون في مدينة قطنا في ريف دمشق إن دبابات الجيش وجنوده وقوات الأمن لا تزال منتشرة في المدينة، وأن حظر التجول قائم. وذكروا أن قوات الجيش داهمت ليلاً بعض المساكن في منطقة خان الشيح، وأن هناك مخاوف من أهالي عرطوز من هجوم وشيك للجيش والأمن عليهم. ويأتي ذلك في وقت لا تزال دبابات الجيش تحاصر مدينة البوكمال على الحدود العراقية. وتحدث «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» في البوكمال أمس عن هدنة مدة 10 أيام بين قيادة الجيش و «الثوار» تقرر بمقتضاها سحب الجيش والقوى الأمنية من داخل البوكمال الى خارجها وإعلان حداد مدة 3 أيام ترحماً على شهداء المدينة والتظاهر سلمياً وإزالة الحواجز داخل المنطقة مع الاحتفاظ بالحواجز الخارجية التي شكلها السكان. وفي الجانب العربي قال ديبلوماسيون إن قطر سحبت سفيرها لدى سورية وأغلقت سفارتها بعد هجمات على مجمع السفارة شنها مؤيدون للنظام السوري. وأوضح مسؤول في البعثة القطرية في سورية لوكالة «فرانس برس» ان سفير قطر في دمشق زايد الخيارين «غادر سورية اخيراً وجمدت السفارة اعمالها»، وتجاهلت وكالة «الانباء القطرية» نقل خبر مغادرة السفير دمشق، لكنها بثت نفي مصدر مسؤول في وزارة النفط السورية ما تناقلته وسائل الإعلام عن قيام إيران بدعم سورية مالياً ونفطياً.