أنهى الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، زيارة لأنقرة استمرت يومين، معتبراً أن البلدين «يكمّل بعضهما بعضاً اقتصادياً»، كما دعا بلاده إلى «الاعتماد على البحر الهائج للشعب الإيراني». والتقى روحاني خلال زيارته، نظيره التركي عبدالله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، كما ألقى كلمة أمام الصناعيين والتجار الأتراك، ورأس مع أردوغان مجلس العلاقات الاستراتيجية بين إيرانوتركيا. وصف روحاني إيران بأنها «جسر عبور تركيا إلى الشرق»، وتركيا بأنها «جسر عبور إيران إلى الغرب»، مؤكداً «ضرورة ربط هذين الجسرين العظيمين». وأضاف أمام الصناعيين والتجار الأتراك: «اقتصاد إيرانوتركيا لا ينافس أحدهما الآخر، بل يكمّل بعضهما بعضاً، وقادة البلدين مصممون على تمتين علاقاتهما الشاملة». ودعا «التجار وأصحاب الصناعات التركية» إلى «اغتنام الفرصة لإقامة علاقات بنّاءة وبنى تحتية بين الشعبين الإيراني والتركي»، معتبراً أن «القطاعات الخاصة الإيرانية والتركية تشكّل العمود الفقري لاقتصاد البلدين». وزاد: «على التجار والصناعيين الإيرانيين والأتراك إنجاز مشاريع تخدم مصالح البلدين وتحقّق تنمية اقتصادية. وسنؤمّن فرص الاستثمار لهم في البلد الآخر، بعد إزالة المشكلات المصرفية وفي النقل». وكان روحاني رأى أن مجلس العلاقات الاستراتيجية بين إيرانوتركيا يشكّل «منعطفاً في علاقات البلدين»، وقال في مؤتمر صحافي مع أردوغان: «ناقشنا تنمية علاقات البلدين في كل المجالات وعلى الصعد الثنائية والإقليمية والدولية، وإيرانوتركيا تخطوان نحو مسار جديد ومصممتان على شراكة استراتيجية». وأشار إلى أنه بحث وأردوغان في شؤون «العراق وسورية ودول شمال أفريقيا والملف النووي الإيراني»، لافتاً إلى أن «الجانبين أكدا ضرورة نزع الأسلحة النووية في المنطقة ومكافحة التطرف والإرهاب». وتطرّق روحاني إلى الأزمة السورية قائلاً: «الشعب هو الذي يتخذ القرار النهائي، وعلينا أن ندعم إرساء الديموقراطية في سورية، والأمن هو الخطوة الأولى لإحلال السلام والاستقرار فيها». وأضاف: «مهم بالنسبة إلينا وقف إراقة الدماء، ولذلك هنّأت بشار الأسد بعد تنظيم انتخابات الرئاسة في سورية». أما أردوغان فأشار إلى «أجواء مثمرة» سادت أول أجتماع لمجلس العلاقات الاستراتيجية بين طهران وأنقرة، مضيفاً: «لا يخفى على أحد أن تركياوإيران من أكثر الدول عراقة في المنطقة، وعلاقاتهما موغلة في القدم». ولفت إلى «قواسم مشتركة بين البلدين، مثل الثقافة والقيم»، مشيراً إلى أنه وروحاني ناقشا «سبل دعم العلاقات الثنائية، وآخر التطورات في سورية ومصر والعراق». وذكّر بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين زاد 10 مرات منذ تسلّمه السلطة عام 2002، وبلغ 22 بليون دولار عام 2012، معرباً عن أمله برفع قيمته إلى 30 بليوناً بحلول نهاية عام 2015. ونسبت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) إلى أردوغان قوله إن الجانبين «أجريا محادثات في شأن القضايا الإقليمية والدولية، وهما متفاهمان في شأن أهدافهما المشتركة». وأصدر مجلس العلاقات الاستراتيجية الإيراني - التركي في اختتام اجتماعه الأول، بياناً أكد عزم الجانبين على «مزيد من تعزيز التعاون على أساس القوانين الدولية وعلاقات حسن الجوار»، وتأكيدهما «ضرورة التوصل إلى حلول سياسية على أساس حقوق الشعوب المشروعة، لوقف تصعيد الاشتباكات في المنطقة، لا سيّما في سورية والعراق وأفغانستان». وأعلن الطرفان «التزامهما تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب» ومسائل أخرى. في غضون ذلك، قال روحاني خلال لقائه إيرانيين مقيمين في تركيا: «علينا الاعتماد على البحر الهائج الشعب الإيراني، والإفراز بأن الجماهير هي صاحبة الثورة الحقيقية في إيران». وأقرّ ب «مشكلات وتحديات» تواجه الإيرانيين المقيمين في تركيا، داعياً حكومته إلى تسويتها. واعتبر أن «جميع الإيرانيين في الخارج هم سفراء لبلادهم خارج حدودها».