أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن حكومته ستبذل «جهوداً كبرى» لحماية الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست، فيما شدد رئيس أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (موساد) يوسي كوهين على انه «متأكد بنسبة مئة في المئة» من أن إيران لم تتخلَ عن التزامها صنع قنبلة ذرية. ودعا ماس خلال زيارة للأردن، إلى «جدار حماية» يفصل بين الاتفاق والنشاطات الإيرانية الأخرى، في إشارة الى مخاوف برلين من البرنامج الصاروخي لطهران وتورطها بالحرب السورية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمهل الدول الأوروبية الموقّعة على الاتفاق حتى 12 أيار (مايو) المقبل لإصلاح «عيوب جسيمة» فيه، تتيح كبح البرنامج الصاروخي لطهران وتدخلاتها الإقليمية، مهدداً بالانسحاب من الاتفاق المُبرم عام 2015. الى ذلك، اعتبر يوسي كوهين الاتفاق «خطأً فادحاً»، لافتاً الى انه يمكّن إيران من الاحتفاظ بعناصر أساسية في برنامجها النووي ويزيل قيوداً أخرى في غضون سنوات. ونقل مسؤول عن كوهين قوله: «عندئذ ستكون إيران قادرة على تخصيب يورانيوم يكفي (لصنع) ترسانة قنابل نووية». أتى ذلك خلال نقاشات أجراها رئيس «موساد» في هذا الصدد، أثناء اجتماع مغلق عُقد أخيراً مع مسؤولين بارزين. وانتقد كوهين تخفيف العقوبات المفروضة على طهران، معتبراً أن ذلك أسفر عن «تفاقم كبير» لعدوانها، ومشيراً إلى استمرار تطويرها صواريخ باليستية بعيدة المدى. وأضاف: «بصفتي رئيساً لموساد، أنا متأكد بنسبة مئة في المئة من أن إيران لم تتخلَ أبداً عن رؤيتها النووية العسكرية. هذه الصفقة (الاتفاق) تمكّنها من تحقيق هذه الرؤية. لذلك أعتقد بوجوب تعديل الاتفاق أو إلغائه، والفشل في ذلك سيشكّل تهديداً خطراً لأمن إسرائيل». وكان رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت قال لصحيفة «هآرتس» أخيراً إنه يعلم أن الإيرانيين لا ينتهكون الاتفاق النووي، واستدرك: «إذا تغيّرت نياتهم، سنعلم. الاتفاق، بكل عيوبه، يعمل الآن ويؤجل استكمال الرؤية النووية الإيرانية 10-15 سنة». في المقابل، توعد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي بردّ «صاعق ضد مَن يعمل لتقويض الاتفاق». ونبّه إلى أن طهران «ستواجه عراقيل مهمة جداً في الأشهر الأربعة المقبلة»، وزاد: «علينا التغلّب عليها، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال التوافق الوطني والتماسك والترابط، بعيداً من الملفات المثيرة للجدل»، في إشارة الى الاستقطاب داخل ايران، والانتقادات الموجّهة الى النظام بسبب ملفات معيشية. وأضاف صالحي: «لدينا هذا العام عقبة ترامب. إنه تاجر أدخل علم التجارة في علم السياسة، ويحاول من خلال قراراته المفاجئة أن يفرض آراءه دولياً».