أعلن رئيس نادي الحكمة اللبناني المستقيل طلال المقدسي عزوفه عن الترشح لإنتخابات اللجنة الإدارية المقررة في 2 آب المقبل، وفندّ خلال مؤتمر صحافي عقده في منتخبه بحضور أعضاء اللجنة الإدارية المستقيلة للنادي: جورج شلهوب، مارك بخعازي، نديم حكيم وفارس كرم، والمحامي إيلي محفوض والمدير الفني لفريق كرة السلة إيلي مشنتف واللاعبون صباح خوري وإيلي إسطفان وجو غطاس، ومواكب فريق كرة القدم عضو اللجنة العليا في الاتحاد اللبناني جورج شاهين. ورأى المقدسي أنّ قبوله ترأس النادي كان من أجل حلّ الأزمة وليس إدارتها، وعندما وجد إستحالة في ذلك، فضّل التخلي عن مهامه وتركها لمن يريد إيصال الحكمة الى برّ الأمان إذا كان ذلك في إستطاعته. وفصّل المقدسي على مدى 80 دقيقة أبرز محطات المرحلة التي تولى خلالها رئاسة النادي حتى يومنا، كاشفاً عن العرقلات والصعوبات التي اعترضت مسيرة النادي والتي أدّت الى إتخاذ هذا القرار بعد بلوغ حالة "القرف" حدّاً لا يحتمل من أبناء البيت الداخلي قبل الخارجي منه، مشيراً إلى رغبته في الإكتفاء بدعم اللجنة الإدارية القادمة معنويا فقط لا مادياً، على رغم أنّ ورشة عمل كبيرة من الناحية الفنية بدأت بُعيد إنتهاء الموسم الأخير. فكان أول الغيث التعاقد مع المدرب الصربي طوني فويانيتش بطلب مباشر من مشنتف، واللاعبين الاميركيين دارين كيلي ومارك سالييرز، والإبقاء على دانيال فارس، إضافة إلى فتح قنوات إتصال مع عدد كبير من اللاعبين المحليين، وعلى رأسهم قائد منتخب لبنان فادي الخطيب الذي عرض عليه مبلغ مليون دولار أميركي على خمس سنوات وجان عبد النور (550 ألف دولار على ثلاث سنوات) وذلك حسب تعبير المقدسي دائما مضيفا:" لكنّنا لا نلومهما لعدم قبولهما بسبب ما يشاع في وسائل الإعلام من قدح وذمّ نتعرض له من قبل الطرف الآخر وتدني مستوى الأخلاق في التصاريح الإعلامية التي أساءت لسمعة النادي في الدرجة الاولى، وما يروّج عن عدم إستقرار في النادي ومصير مجهول". وكشف المقدسي عن إستعداده دعم الرئيس الأسبق للنادي جورج شهوان في حال أراد العودة إلى رئاسة النادي وتقديم مبلغ 100 ألف دولار أميركي عربون دعم له فور إنتخابه وإنه يعد ويفي. لكنّه ألمح أيضاً الى انّ الأخير كان وراء "الألغام" التي وضعت في طريق ورشة معالجة المشاكل وحلّ الأزمات، مبرزاً كتاباً مقدّماً من العضو مارك بخعازي يكشف فيه عن إستقالته من اللجنة الإدارية بطلب من شهوان ثمّ العودة عنها لاحقاً. وفي ضوء ما واجهه من صعوبات غير مبررة الا "النوازع والغايات الشخصية"، فمن "الأفضل والأجدى صرف مليون و400 ألف دولار هي موازنة النادي العام الماضي على 2500 عائلة فقيرة في البقاع الشمالي ضمن المؤسسة الاجتماعية التي أرعاها". وكشف المقدسي أنه كان يسعى إلى بناء مجمّع رياضي متكامل (سلة وسباحة وفروسية...) بجوار ملعب الحكمة لكرة القدم في عين سعاده، تعنى بتخريج الاعبين من طلاب مدارس الحكمة، وقد أعجب القائمين على مطرانية بيروت للطائفة المارونية بهذا المشروع وطرحوا أن يكون من ضمن مرافق كلية للتربية الرياضية في إطار جامعة الحكمة. واعتبر المقدسي انّه جاء الى الحكمة في شباط 2010 وتكفّل بدفع جميع رواتب الجهاز الفني واللاعبين ولم يكن يعرفهم أو على تواصل معهم لكنه قام بذلك من منطلق الحرص على مصلحة النادي، مشيراً إلى انّه "وقف الى جانب الراحل أنطوان الشويري طيلة فترة رئاسته للنادي والمرحلة التي تلت رحيله، حتى وقع الإختيار على (الصديق) هنري شلهوب". واستشهد بجملة قالها له الشويري عندما اتصل به للطلب منه أن يكون رئيس شرف للنادي مدى الحياة فكان جواب الأخير:" هل أنت جاد في ذلك؟ أنا قرّفوني فهشّلوني وأنت سيقرفونك لتهشل". وتطرق المقدسي الى دور العضو المعارض ميشال خوري في ما حدث طيلة الفترة الماضية معتبراً أنّ الأخير لم يرد بناء النادي بل هدمه، "وقد أوفد قبل أيام أشخاصاً من المحكمة للتأكد من أن مقر النادي مفتوح وتستقبل داخله طلبات الترشح ما يدلّ على حرتقات ورغبة في عرقلة الأمور دائماً". واستغرب المقدسي أن يكون للنادي جمعية عمومية غير فاعلة ومسيّرة لحساب أشخاص لا يدينون بولائهم للحكمة، مشيراً الى أنّ خوري نفسه قال له انّ هذه الجمعية "شهوانية". وعندما حاول إستيضاح الامر تبيّن له أنّ المنتسبين هم من موظفي مؤسسات جورج شهوان وشركاته، مضيفاً:" عندما انتخبت اللجنة الإدارية برئاستي، تعطلت الجمعية مرتين ثمّ فزنا بمن حضر، ثمّ تكرّر ذلك بعد إستقالة سامي برباري من اللجنة الإدارية وترشّح مكانه فارس كرم فإنتخب أيضاً بمن حضر بعد ثلاث جلسات لم يكتمل بهم النصاب"، موضحاً أنّ نادياً وطنياً مثل الحكمة يستحق أن يكون له جمعية عمومية من 1000 عضو، معرباً عن فخره بكل عضو إنتسب أخيراً (210 أشخاص)". إلى ذلك، أكد المقدسي الى أنّ مصير اللاعبين الذين وقع معهم يرتبط باللجنة الإدارية الجديدة التي ستنتخب لاحقاً، "وإذا إرتأت السير بهذه التواقيع نكون قد مهدنا لها الطريق، أما إذا أرادت فسخ العقود فلها الحق بذلك أيضاً. وأنا ملتزم تسديد رواتب أي لاعب لا يجد فريقاً يوقّع معه الموسم المقبل في حال تأزمت الأمور". كما وجّه المقدسي سهامه الى إتحاد اللعبة سائلاً إياه عن الطريقة التي إعتمدها في إختيار لائحة النخبة (22 لاعباً) "وكان الحري به إعلانها وشرح آلياتها"، مستغرباً عدم تقديم مشروع ال"سوبرليغ" في موعده وكما كان مقررا ومتفقا عليه في السابق (25 حزيران /يونيو).