اهانة للشعب العربي جميعاً، واستخفاف بأرواحهم وكرامتهم، ما هذا الذي يحدث في بعض الدول العربية، على مرأى عروبتنا الذليلة المذهولة؟ اليست هذه جرائم حرب؟ اليست جرائم تطهير ترتكب باسم السلام والدفاع عن الاوطان؟ جاؤوا بذريعة القضاء على الارهاب والارهابيين، فأحلوا بذلك دم بني جلدتهم، واستباحوا حرماتهم، وعاثوا في كل مكان خراباً وفساداً في وطن ادعوا بأن الارهاب بين الناس هو المسؤول. والحقيقة هي اننا لا يليق بنا ان نسأل، فأنا في كرنفال المصالحة الوطنية تلميذ عربي فلسطيني مبتدئ في عالم السياسة والسياسيين، أحاول الدخول في روضة الديموقراطية من أضيق ابوابها، أنتمي الى شعب قاصر، اعتاد بذل الدم والحياة، اسرائيل نحرت خيرة ابنائه، والسؤال الآخر والثاني من يأتي لنجدتي؟ والى من اشكو مظالمي؟ اسرائيل ... دولة تبدأ باحتلالك، لتتكرم عليك، ان شاءت، بالحرية. حيث تباشر تجويعك ومن ثم لتمن عليك بعد ذلك برغيف الخبز اما من المساعدات الدولية من طريق الشحادة، او براتب شبه مقطوع حين تفرج عن ضرائب السلطة الفلسطينية! هنا لا يمكن ان تشك في نواياها الخيرية، لقد دمرت الثروات قبل الاستيلاء عليها، وتقاسمت اسرائيل عقود الاراضي والمنشأة حتى قبل تدميرها كلياً على رؤوس أصحابها. الامم التي ليست ضد مبدأ القتل، وانما ضد هوية القاتل، يحق للغزاة الذين استنجدت بهم ان يواصلوا مهمة الطغاة في التنكيل بها، والتحاور معها بالذخيرة الحية، انت سيدي القارئ وانا معك ما زلنا نحبو في رياض الحرية، لا ندري اذا كانت فرحتنا ستدوم أم انها فرحة موقتة مثلها كمثل سقوط صنم ذاك الطاغي، وان علينا الان ان ندافع بكل قوة وحزم، بعد ان دفعنا مدة نصف قرن ثمن السكوت عن حقنا. هم الطغاة اهدروا ماضينا، نجحوا في ضمان كوارثنا المستقبلية، وجعلونا نتحسر عليهم ونحن الى قبضتهم الحديد، الى قبور معتقلاتهم وبطش جلاديهم. ذلك ان الغزاة، كما الطغاة، لا يأتون الا الى من ينادي عليهم، ويهتف باسمهم، ويحبو عند أقدام عروشهم، مستجدياً ابوتهم وحمايتهم. في النهاية: في امكان اي زعيم عربي ان يضحك على شعب تمرد على حكمه ويترك ابناء شعبه ينزفون امام شاشات التلفزة العربية في كل نشرة أخبار، وتبقى عيون المشاهد العربي مفتوحة يملؤها الدمع، ننظر في بعضنا بعضاً لماذا؟