كشفت مصادر افغانية ان واشنطن تُفكر جدياً في تسليم حركة «طالبان» ادارة جنوبافغانستان، فيما نُقل الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الى طهران أمس معطيات «مهمة» عن باكستانوافغانستان. وأجري زرداري في طهران محادثات مع الرئيس محمود احمدي نجاد، وصفتها مصادر ايرانية بأنها «مهمة»، وتناولت العلاقات بين بلديهما والتطورات الاقليمية. وابلغت مصادر ديبلوماسية باكستانية في طهران «الحياة» ان زرداري نقل الى القيادة الايرانية معلومات «مهمة» تناولت المستجدات في افغانستانوباكستان، ملمحة الى مشاركة مسؤولين افغان رفيعي المستوي في محادثات الرئيسين، بالتزامن مع ورود معلومات عن توصل الجانبين الأفغاني والأميركي الي اتفاق يتعلق بعدد القواعد الأميركية التي ستبقي في افغانستان بعد انجاز الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية نهاية عام 2014. وفي 25 حزيران (يونيو) الماضي، وقعت ايرانوباكستانوافغانستان في طهران اتفاقاً للتعاون الأمني والسياسي، علماً ان واشنطن اعلنت هذا الاسبوع خفض ثلث مساعدتها العسكرية لباكستان البالغة 2.7 بليون دولار. واشارت المصادر الباكستانية ذاتها الى ان «اعلان حركة طالبان انفصالها عن تنظيم القاعدة، مهد لتحاورها مع الولاياتالمتحدة واثمر اتفاقاً علي فتح مكتب لها في بلد اسلامي، يُعتقد بأنه سيكون قطر او تركيا او تركمانستان، لتسهيل الاتصال بالحركة بعيداً من ضغوط كابول». وكشفت ان عبد السلام ضعيف، سفير «طالبان» السابق لدي باكستان، اضطلع بدور بارز في اقناع واشنطن بفتح مكتب سياسي للحركة خارج افغانستان. وافادت مصادر افغانية بأن الولاياتالمتحدة تفكر جدياً في تسليم جنوبافغانستان الممتد بين مدينتي هلمند ولغمان لإدارة «طالبان»، في تكرار لخطة «الصحوات» التي تسلمت مناطق في العراق بالتعاون مع السلطات، قبل دمج عناصرها بالحياة العسكرية والمدنية الرسمية. وفيما شطب مجلس الأمن من لائحته للعقوبات الدولية 14 عضواً في «طالبان» بينهم 4 اعضاء في المجلس الأفغاني للسلام (ارسلان رحماني دولت وحبيب الله فوزي وسيد الرحمن حقاني وفقير محمد)، لتأكيد دعم الأسرة الدولية جهود كابول لبدء حوار مع «طالبان» يسهّل التوصل الى السلام والأمن في افغانستان»، قلّلت المصادر الديبلوماسية الايرانية من اهمية الخطوة، «لأنها شملت اشخاصاً تركوا ساحات المعارك منذ وقت طويل». لكنها لاحظت أن هذه الخطوة ستمنح باقي عناصر الحركة الثقة في استعادة حياتهم الطبيعية في افغانستان. بكين - طهران على صعيد آخر، شهدت زيارة وفد صيني برئاسة المسؤول البارز في الحزب الشيوعي هي غوكيانغ لإيران أمس، توقيع اتفاقات تناولت مشاريع للبنى التحتية تبلغ بقيمة اربعة بلايين دولار، وتشمل مجالات مثل الطاقة والمياه والصناعة والمناجم والبيئة. ولفت محمد جواد محمدي زاده، نائب الرئيس الايراني، الى أن «الصين باتت الشريك الاقتصادي الأول لإيران بحجم مبادلات قارب 30 بليون دولار العام الماضي». وكانت بكين عززت كثيراً وجودها الاقتصادي والتجاري في ايران خلال السنوات الاخيرة، لا سيما في قطاعي النفط والغاز، مستفيدة من الحظر الغربي الذي اجبر شركاء اوروبيين على الانسحاب من ايران.