إسلام آباد، طهران - «الحياة»، أ ف ب - رد المتشددون في باكستان على الحملة التي يشنها الجيش ضدهم، بتفجير دار سينما في بيشاور يملكها كبير الوزراء في حكومة الإقليم بشير أحمد ديلاور، ما أسفر عن سقوط 10 قتلى على الأقل و70 جريحاً، إصابات بعضهم بالغة. واستُهدفت دار السينما التي تقع وسط سوق مكتظة بسيارة مفخخة. وأفادت مصادر أمنية محلية بأن الهجوم جاء بعد تلقي ديلاور وهو أحد ابرز رجال الأعمال في شمال غربي باكستان، تهديدات متكررة من المتشددين تنذره بوجوب التوقف عن عرض أفلام «مسيئة»، ما يتناقض مع رغبة «طالبان - باكستان» في تطبيق الشريعة في الإقليم الشمالي الغربي المحاذي للحدود مع أفغانستان. وتمكن منفذو الهجوم من إيصال السيارة المفخخة الى محيط دار السينما، على رغم رفع درجة التأهب الأمني في المدينة مع تصاعد المعارك بين الجيش و «طالبان» في وادي سوات ومناطق أخرى مجاورة، حيث تشن الحركة حرب استنزاف ضد السلطات. وأفاد شهود بأن الانفجار الذي سمع دويه في أنحاء المنطقة، دمر معظم المتاجر القريبة من دار السينما، فيما احترقت سيارات وعربات كانت متوقفة في المكان حيث ارتفعت أعمدة دخان وألسنة لهب. تزامن ذلك مع قلق واشنطن من تنامي سيطرة المتشددين وتدفق اعداد منهم الى باكستان، في أعقاب الحملة التي يشنها التحالف ضدهم في أفغانستان المجاورة. في غضون ذلك، اعلنت مصادر ديبلوماسية في طهران انها ستستضيف غداً قمة اقليمية تجمع رؤساء ايران وافغانستان وباكستان. وأكدت مشاركة الرئيسين الباكستاني آصف علي زرداري والأفغاني حميد كارزاي في القمة التي ستناقش إعادة الاستقرار الى أفغانستان. وكان مقرراً ان تعقد الثلثاء الماضي، لكنها تأجلت بعد تذرع زرداري بكثافة جدول أعماله. ونقل التلفزيون الرسمي في طهران أمس، عن السفير الإيراني لدى باكستان ما شاء الله شهري قوله ان «الرئيس الباكستاني سيصل الى طهران السبت (اليوم) للمشاركة مع نظيره الأفغاني في القمة التي ينظمها الرئيس محمود أحمدي نجاد». وأكدت الخارجية الباكستانية ان زرداري سيحضر القمة، فيما أعلن السفير الأفغاني في طهران محمد يحيى معروفي ان كارزاي «سيصل الى طهران الأحد للمشاركة في الاجتماع». ويتوقع ان تركز المحادثات على كبح العنف المتزايد في باكستان، فيما برزت اقتراحات لإشراك عواصم إسلامية في آلية الحل في أفغانستان. والتقى نجاد وكارزاي وزرداري في طهران قبل نحو ثلاثة اشهر، خلال قمة اقتصادية إقليمية شارك فيها عدد من قادة الدول المجاورة. وشاركت إيران والولايات المتحدة في مؤتمر دولي حول أفغانستان عقد في لاهاي نهاية آذار (مارس) الماضي. ويعتبر إشراك طهران في الملف الافغاني، جزءاً من استراتيجية الرئيس الأميركي باراك اوباما للحصول على مساعدة كل الدول المجاورة لأفغانستان لإعادة اعمارها.