إسطنبول، واشنطن -»الحياة»، أ ف ب - في رسالة تلقي الكرة في ملعب النظام السوري والمعارضة، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، انه لا يمكن التأثير على الوضع في سورية من الخارج. وهذا هو ثاني تصريح من نوعه خلال يومين تعطي فيه كلينتون الأولوية للتفاعلات الداخلية، إذ قالت الوزيرة الأميركية اول من امس إن الخيارات في سورية «لا تزال مفتوحة». وأضافت «لا اعتقد أننا نعلم كيف ستتمكن المعارضة في سورية من قيادة تحركها وما هي مجالات التحرك لديها». أما امس فقد قالت كلينتون لقناة «سي.إن.إن-ترك» الإخبارية التركية «لا احد منا لديه تأثير حقيقي باستثناء أن نقول ما نعتقده ونشجع على التغيير الذي نأمله». وأضافت أن «ما يجري في سورية غير واضح المعالم، ومثير للحيرة لأن الكثيرين منا كان يحدوهم الأمل بأن ينجز الرئيس الأسد الإصلاحات الضرورية». وأدلت كلينتون بهذه التصريحات في اليوم الثاني والأخير من زيارتها إلى تركيا في حين افتتح في إسطنبول «مؤتمر للإنقاذ الوطني» يشارك فيه نحو 300 معارض سوري لبحث وسائل الإطاحة بالنظام السوري. ولم تدل كلينتون بتصريحات حول المؤتمر، لكنها دعت «إلى جهد صادق مع المعارضة من اجل تحقيق تغييرات». وقالت «لست ادري ما إذا كان ذلك سيتحقق أم لا». وقد صعدت الولاياتالمتحدة لهجتها هذا الأسبوع تجاه النظام السوري وأكدت أن التغيير لا يمكن أن يتحقق إلا بواسطة السوريين انفسهم. وتتقاسم تركيا حدوداً طويلة مع سورية وتشعر بالقلق من تطورات الأمور في سورية لأن أي تفاقم للوضع الأمني يمكن أن يؤدي إلى حدوث أزمة لاجئين على الحدود بين البلدين. وكانت كلينتون اعتبرت اول من امس أن الوضع في سورية التي دخلت الاحتجاجات فيها شهرها الخامس «لا يزال مفتوحاً». وقالت على هامش مشاركتها في اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا في إسطنبول إن «المصير النهائي للنظام السوري والشعب السوري يعتمد على الشعب نفسه، وأعتقد أن الخيارات لا تزال مفتوحة». وأضافت «لا اعتقد أننا نعلم كيف ستتمكن المعارضة في سورية من قيادة تحركها وما هي مجالات التحرك لديها». وجددت كلينتون التأكيد أن «سورية لا يمكنها العودة إلى الوراء» واعتبرت أن الرئيس السوري»فقد شرعيته» بسبب قمع التظاهرات. لكنها أضافت «في نهاية المطاف، يعود للشعب السوري رسم طريقه». وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما اجتازت خطوة إلى الأمام مع اعتبارها الاثنين للمرة الأولى أن الأسد «فقد شرعيته». وقالت كلينتون يومها إن «الرئيس الأسد ليس شخصاً لا يمكن الاستغناء عنه ولم نسع من اجل بقائه في السلطة»، معتبرة أن الرئيس السوري «يرتكب خطأ» حين يعتبر أن الولاياتالمتحدة تخشى سقوطه. وكان مسؤول أميركي قد قال ل «الحياة» إن تظاهرات الجمعة «وبالأرقام غير المسبوقة» تعكس «رفض السوريين للأسد ورفض قمع حكومته». ورداً على سؤال عن تقرير مجلة «ليزيكو» الفرنسية الاقتصادية حول توجه إيران لدعم الاقتصاد السوري بنحو 5.8 بليون دولا، قال المسؤول الأميركي إن «إيران تثني على جميع التحركات الشعبية في المنطقة ما عدا ما في إيران وعند حليفتها سورية...قلنا سابقاً أن إيران تدعم الاضطرابات في سورية ويبدو أن هذا الدعم مستمر». واعتبر أنه «من الواضح أن إيران تحاول استغلال الاضطرابات للدفع بأجندتها في الدول المجاورة ولتحجيم السلام والاستقرار في المنطقة وتحديداً في سورية». وأضاف أن «شعوب المنطقة تدرك نوايا حكومة إيران لزعزعة استقرار المنطقة، وتحديداً لأنها تفضل دولاً ضعيفة في المنطقة لا تتحدى أجندتها الإقليمية».