ديار بكر (تركيا)، بروكسيل – رويترز، ا ف ب - قَتل متمردون أكراد 13 جندياً تركياً في مكمن الخميس قُتل فيه ايضاً سبعة متمردين بعد معركة بالأسلحة النارية وُصفت بأنها أسوأ اشتباك منذ ان أنهى حزب العمال الكردستاني هدنة في شباط (فبراير) الماضي. ودان الأمين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن «بشدة» امس الهجومَ، مؤكداً «تضامن» الحلفاء مع انقرة ضد «الارهاب». وأفاد بيان لرئاسة الاركان التركية، أن متمردين ألقوا قنابل تسببت في اشعال حريق في منطقة غابات كثيفة وقع فيها الاشتباك، مما أدى الى احتراق الجنود. وأصيب سبعة جنود بجروح في الهجوم. وخالفت وكالة انباء «الفرات» الموالية للاكراد، الروايةَ الرسمية، بتقرير نَقل عن شاهد قولَه ان طائرة حربية تركية استهدفت المتمردين في غارة جوية أدت ايضاً الى مقتل الجنود الذين كانوا مرابطين على مقربة، ولم تذكر عدد القتلى. وقال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في بيان، ان «تركيا ستنجح في التغلب على الارهاب والقوى التي تقف وراءه من دون ان تقدم تنازلات في شأن الديموقراطية والعدالة والإخاء». وعبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في اسطنبول عن تعازيها، وقالت انها ستشدد على التزام الولاياتالمتحدة بالتعاون الامني مع تركيا في اجتماعاتها مع الزعماء الأكراد. وورد في بيان لكلينتون: «نحن نقف مع تركيا في كفاحها ضد حزب العمال الكردستاني». وأشارت الى ان الحزب مصنف لدى الولاياتالمتحدة على انه جماعة ارهابية اجنبية. وبعد الهجوم مباشرة، اجتمع أردوغان مع قادة الجيش والاستخبارات ومع وزير الداخلية وقائد قوات الامن في أنقرة. وقامت قوات الامن تدعمها طائرات حربية بمطاردة المتمردين في المنطقة الجبلية في ديار بكر وتوجه قائد القوات البرية الى المنطقة. وانتقل حزب العمال الكردستاني الى ما يسميه وضع «الدفاع الايجابي»، الذي بموجبه يدافع مقاتلوه عن أنفسهم اذا تعرضوا لتهديد، بعدما أنهى هدنة استمرت ستة أشهر. وفي الاسبوع الماضي، ارسل الزعيم السجين لحزب العمال الكردستاني عبد الله أوج ألان كلمة من خلال محاميه بأنه اتفق مع مسؤولين اتراك على انشاء «مجلس سلام» يهدف الى انهاء الصراع الانفصالي المستمر منذ 27 سنة. وقال أوج ألان انه يجب تشكيل المجلس خلال شهر ولكن لم يتضح ما هو الشكل الذي سيكون عليه. ويأتي الاقتراح بعد شهر من فوز حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اردوغان في الانتخابات بولاية ثالثة. وفشل نواب من حزب مؤيد للأكراد يُعتبر مقرباً من حزب العمال الكردستاني في التوصل الى اتفاق مع حزب العدالة والتنمية بشأن انهاء مقاطعتهم للبرلمان، كما ذكر ممثلون للجانبين بعد يوم ثان من المحادثات الخميس. وأسهمت مقاطعة نواب حزب السلام والديموقراطية بسبب الأحكام التي تمنع بعض مرشحيه المنتخبين السجناء من شغل مقاعدهم، في زيادة التوترات السياسية السائدة منذ الانتخابات البرلمانية التي جرت في حزيران (يونيو) الماضي. وفي رد فعله على الاشتباك، قال صلاح الدين ديميرتاس زعيم حزب السلام والديموقراطية: «نشعر بحزن حقيقي. اولئك الاصدقاء يدفعون ثمن الجمود في السياسة. البرلمان التركي يجب ان يتخذ المبادرة لإحلال السلام». وفازت حكومة أردوغان بثقة البرلمان الاربعاء، ما يمكِّنه من المضي قدماً في خططه لاعادة صياغة الدستور، لكن المقاطعة الكردية مازالت عقبة لاستبدال الدستور الذي وضع بعد انقلاب عسكري في عام 1980.