وسّعت قوات الأمن السورية عملياتها في وسط وشمال غرب وشرق البلاد، قبل «جمعة أسرى الحرية» التي دعت إليها صفحة «الثورة السورية 2011»، ما أدى إلى مقتل حوالى 10 أشخاص خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية. وشل إضراب عام، دعا إليه «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية»، مدناً عدة بينها دير الزور وحمص وبانياس ودرعا وريف دمشق. في موازاة ذلك ندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالموقف «غير المقبول بتاتاً» للرئيس بشار الأسد، مؤكداً أن «كل ديكتاتور يتسبب بإراقة الدم عليه أن يُحاسب» أمام المحكمة الجنائية الدولية، وقال الاتحاد الأوروبي إن «الخسائر البشرية في سورية غير مسموح بها». ميدانياً، قال شهود عيان إن قوات الأمن بدأت منذ فجر أمس حملة مداهمات واسعة في حي باب السباع في حمص حيث سُمع إطلاق نار غزير. وقال «المرصد السوري» إن عسكرياً قتل في المدينة، كما أصيب 11 مواطناً برصاص قوات الأمن في حي باب السباع ودوار الفاخورة. وأضاف أن «جراح معظم المصابين خطيرة»، موضحاً أن «معلومات وردت عن سقوط شهيد». كما قال شهود إن قوات الأمن قتلت مدنيين اثنين خلال إطلاق نار على متظاهرين في دير الزور شرق البلاد، موضحين أن سبعة محتجين أصيبوا. وقال شاهد ل «رويترز» «تجمع حوالى 1500 شخص من أجل تظاهرة الظهيرة المعتادة على رغم شدة الحرارة. ونزل آلاف آخرون إلى الميدان بعد سقوط القتيلين. وهناك حوالى عشرة آلاف شخص في المكان». وقال ناشطون إن قوات الجيش تواصل عملياتها في إدلب ومنطقة جبل الزاوية، التي قُتل فيها سبعة أشخاص خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية. إلى ذلك، أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة أن تظاهرات اليوم ستتم تحت عنوان جمعة «أسرى الحرية 15 تموز»، موضحاً أن الناشطين يريدون أن تفرج السلطات فوراً عن آلاف المعتقلين. وأثار إعلان المعارض هيثم المالح عن التجهيز لإعلان «حكومة ظلّ» خلال مؤتمر المعارضة المقرر في 16 الشهر الجاري، ردود فعل متباينة في أوساط المعارضة. وقال برهان غليون الأستاذ في جامعة السوربون الفرنسية إنّ «أية نقاشات لم تحصل داخل صفوف المعارضة حول هذا الموضوع لذلك فالإعلان عنه يُشكل سابقة خطرة في تعامل قوى المعارضة السورية في ما بينها». وأكد غليون في صفحته على «فايسبوك» أنه لا يمكن مثل هذا القرار أن يتخذ بمعزل عن التنسيقيات أولاً وعن أطراف المعارضة الأخرى ثانياً». وشدد على أن «الإعلان عن تشكيل حكومة سابق لأوانه، وسيكون لتشكيلها لو حصل أثر سيّئ على النشاطات الشعبية والمسيرات الميدانية». وفي باريس، قال الرئيس ساركوزي في مقابلة مع قناتي «تي اف 1» و «فرانس 2»، عقب العرض العسكري السنوي لمناسبة اليوم الوطني إن «موقف الرئيس السوري غير مقبول بتاتاً. لكن، وفق معلوماتي، لا قرار في الأممالمتحدة يطالب بالتدخل». ورداً على سؤال تناول صمت الأممالمتحدة إزاء العنف في سورية قال «أعتقد أنه يجب تشديد العقوبات بحق نظام يلجأ إلى التدابير الأكثر وحشية مع شعبه». واعتبر الرئيس الفرنسي «أننا نعيش في عالم جديد اليوم، لا يمكن أي ديكتاتور أين ما كان أن يتمتع بالحصانة والبلدان الكبرى في العالم تتحمل مسؤولية». وكان الرئيس السوري قبل ثلاثة أعوام ضيف الشرف للرئيس ساركوزي في احتفالات العيد الوطني الفرنسي. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في مؤتمر صحافي في واشنطن مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون ليل الأربعاء إن الديبلوماسية لا تعني «تسجيل نقاط... إن هدفنا هو حل المشاكل، لكن إدانة بعض الأشخاص من دون تقديم الحل لا تؤدي بنا إلى أي مكان». وتوازى ذلك مع تشبيه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف حركات الاحتجاج في العالم العربي بسقوط جدار برلين، موضحاً «أن التغييرات التي تحصل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا... ذات طابع تاريخي ويمكن أن تفتح الطريق أمام تحولات شبيهة بتلك التي حصلت في أوروبا الوسطى بعد سقوط جدار برلين». وأعتبر جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية أن وعود النظام السوري بالإصلاح والحوار «ضعيفة ولم يتم الوفاء بها بعد «، مؤكداً أن اوروبا ستواصل الضغط من أجل «تغيير عاجل» في سورية. كما اعتبر أن الخسائر البشرية «غير مسموح بها». وفي واشنطن قال مسؤول في الخارجية الأميركية ل «الحياة» إن اتصال نائب وزيرة الخارجية ويليام بيرنز مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم حمل «ثلاث نقاط» بينها «أن المسار الحالي لا يمكن أن يستمر». ولم يغلق المسؤول الباب على إمكانية لقاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي غادرت إلى تركيا، مع شخصيات في المعارضة السورية في مؤتمر اسطنبول غداً، إنما أكد «أن لا خطط لذلك حالياً». وقال المسؤول إن اتصال بيرنز بالمعلم كان لنقل ثلاث نقاط من واشنطن إلى الحكومة السورية. أولاً «إن الاعتداءات على السفارة الأميركية غير مقبولة ويجب ألا تتكرر وإن واشنطن تحمل الحكومة السورية مسؤوليتها. ثانياً إن «المسار الحالي في سورية هو غير مستديم وعلى الحكومة الإصغاء للطموحات الديموقراطية للشعب السوري». وثالثاً تناولت زيارة فورد حماه وتأكيد بيرنز للمعلم أن «السفير الأميركي في سورية يحظى بالدعم الكامل من البيت الأبيض والخارجية الأميركية».