واشنطن، باريس -»الحياة» - قال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري الذي يمثل المعارضة السورية في الخارج انه إذا تمكن المجلس من تشكيل حكومة جديدة، فانه سيقطع علاقات دمشق العسكرية مع إيران ويوقف توريدات الأسلحة ل «حماس» و «حزب الله». كما اوضح ان المعارضة ملتزمة اذا وصلت الى السلطة في سورية، باستعادة مرتفعات الجولان التي احتلتها اسرائيل في حرب 1967 ولكنها ستسعى لاستعادتها عبر التفاوض وليس عبر الصراع المسلح. وقلّل غليون من المخاوف من وصول الاخوان المسلمين الى السلطة في سورية، واشار الى انهم لن يحصلوا حتى على 10 في المئة من الاصوات. ورد الملحق الاعلامي في السفارة السورية في بريطانيا جهاد مقدسي على غليون، موضحاً في تصريحات الى هيئة الاذاعة البريطانية إن مواقف رئيس المجلس الوطني السوري «تأكيد للمخطط الغربي ضد سورية»، قائلا انه يشعر بخطر على مستقبل ذلك البلد إذا وصلت المعارضة إلى السلطة. وقال غليون في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية امس ان قطع العلاقات مع إيران و «حماس» و «حزب الله» سيأتي في إطار إعادة توجيه السياسة السورية تجاه التحالف مع القوى العربية الرئيسية. وتابع: «لن تكون هناك أية علاقة خاصة مع إيران. وان قطع العلاقة الخاصة سيعني قطع التحالف الاستراتيجي والعسكري». واضاف الاستاذ الجامعي البالغ من العمر 66 عاما للصحيفة التي اجرت معه المقابلة في منزله بباريس: «بعد سقوط النظام السوري لن يظل (حزب الله) كما هو الان». كما دعا غليون المجتمع الدولي الى اتخاذ خطوات حاسمة ضد نظام الرئيس بشار الأسد بما فيها فرض منطقة حظر طيران على سورية. وأوضح رئيس المجلس الوطني السوري أن المعارضة لا تدعو الى احتلال أجنبي لسورية من أجل إسقاط النظام. وأكد ان الوضع السوري يختلف جذرياً عما كان في ليبيا. وأعرب عن أمله في ان الحكومة الجديدة يمكن أن تعتمد على أجهزة الدولة الموجودة ومؤسساتها. وفي تطرقه الى مصادر التمويل التي تلجأ اليها المعارضة، أوضح غليون ان عدة دول عربية بما فيها ليبيا، وعدت بتقديم مساعدات. أما التبرعات، فقال غليون ان 90 في المئة منها تأتي من رجال الأعمال السوريين. وشدد على ان الهدف الرئيسي للمعارضة هو وضع «آلية» لحماية المدنيين ووضع حد للقتل. وقال تعليقاً على الاحصائيات الأخيرة بشأن ضحايا الأحداث في سورية التي قدمتها الاممالمتحدة، ان حصيلة القتلى تجاوزت بكثير 4 آلاف شخص. كما اوضح رئيس المجلس الوطني ان هناك مفاوضات جارية «لإقناع روسيا بدعم تدخل خارجي في الوضع بسورية، لن يتحول الى احتلال أجنبي». وأعرب عن أمله في ان تشارك روسيا في اتخاذ جميع القرارات في شأن ما وصفه ب»التدخل الانساني» في سورية. وتابع: «طلبنا منهم (الروس) ان يشاركوا في اتخاذ قرار في مجلس الامن يبعد تدخلاً لحلف الناتو في سورية. وقلت للروس: جئنا الى هناك (الى موسكو) من اجل الحيلولة دون التدخل الخارجي لا لتشريعه. إذا كنا نريد تدخلا خارجيا، فلن نأتي الى روسيا». واعترف غليون بان المجلس الوطني السوري يواجه صعوبات في توحيد صفوف المعارضة السورية. ولفت الى ان الاكراد وحدهم لهم 33 حزباً، ما يصعب عليهم اختيار ممثلين لهم. كما أضاف ان المجلس الوطني اتصل بمسيحيي سورية وأرسل وفداً الى الفاتيكان لبحث مستقبل المسيحيين في سورية وسط مخاوف من انتهاك حقوقهم الدينية والاقتصادية والسياسية في سورية ما بعد الأسد. وقلّل غليون من المخاوف من توصل الاخوان المسلمين الى السلطة في سورية. واشار الى انهم لن يحصلوا حتى على 10 في المئة من تأييد الشعب السوري، لان نشاطهم جرى في الخارج على مدى السنوات الثلاثين الأخيرة ولا يوجد تنسيق داخل منظماتهم. وشدد غليون على ان سورية ما بعد الأسد ستبقى متمسكة بحقها في الجولان، لكنه اضاف ان دمشق ستسعى لتحقيق هذا الهدف «عبر المفاوضات وليس بوسائل عسكرية». ورداً على سؤال حول علاقة المجلس بالجيش السوري الحر أوضح غليون ان الطرفين توصلا الى اتفق بان العمليات العسكرية التي يجريها الجيش ستتركز على حماية المدنيين فقط ولن تتحول الى عمليات هجومية. وكان غليون قد زار في وقت سابق من الاسبوع الجاري منطقة في تركيا قريبة من الحدود مع سورية للقاء قيادة الجيش الحر. وقال: «بعد سقوط النظام لا نريد وجود أي مجموعات مسلحة خارج سيطرة الدولة. وانهم أكدوا لنا انهم سينفذون اتفاقنا ونحن نلتزم بطلبنا بعدم شن اي عمليات هجومية». وفي باريس، صرح وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان ان السلطات الفرنسية توفر الحماية لافراد المعارضة السورية في بلاده بعد تلقيهم تهديدات. ولم يقدم الوزير كلود غيان تفاصيل عن الاجراءات الامنية او طبيعة التهديدات ولكنه قال ان الاجراءات تشمل اعضاء المجلس الوطني السوري. وقال غيان: «جاء عدد من التهديدات في ما يتعلق بمواطنين سوريين، خصوصاً شخصيات المعارضة التي تعيش في بلادنا. بالتأكيد تم اتخاذ اجراءات لضمان حماية هؤلاء المواطنين السوريين». وقال الوزير للصحافيين: «لا بد من توفير الحماية لكل من يرجح تعرضه للتهديد» خصوصاً «الذين يعوّل عليهم لعب دور في احياء الديموقراطية في سورية». واضاف غيان: «نعلم ان الدولة السورية عنيفة ولن تتورع عن اللجوء الى التهديدات».