عادت حكومة أحمد عبيد بن دغر إلى عدن، لاستئناف نشاطها من العاصمة اليمنية الموقتة، فيما أحكمت جماعة الحوثيين سيطرتها على مساجد صنعاءوالمحافظات الخاضعة لسيطرتها. في غضون ذلك، وصلت تعزيزات ضخمة للجيش اليمني إلى مدينة المخا على الساحل الغربي بقيادة ابن شقيق الرئيس السابق على عبدالله صالح، وتقدّر بأربعة ألوية للمشاركة في تحرير محافظة الحديدة. تزامن ذلك مع تحرير مواقع جديدة شمال شرقي محافظة صعدة، وتكبّد الحوثيون خسائر فادحة، فيما وردت معلومات عن مزيد من الانهيارات في صفوفهم. وقالت مصادر حكومية في عدن ل «الحياة» إن عودة بن دغر إلى العاصمة الموقتة عدن، ستؤدي إلى تنشيط العمل السياسي، وتطوير الخدمات للمواطنين وإدارة شؤون الدولة في كل المحافظات المحررة، إضافة إلى «تكريس وحدة الصف الوطني، وتجاوز أخطاء الماضي». وأضافت أن عودة رئيس الحكومة وأعضائها إلى عدن جاءت بعد تفاهمات «ناجحة» مع دول التحالف العربي. في غضون ذلك، ما زال الجيش الوطني يسجل انتصارات كبيرة على ميليشيات الحوثيين على الجبهات، وسقط مئات من عناصر الميليشيات وقادتها الميدانيين بين قتيل وجريح بغارات طيران التحالف ونيران الجيش خلال الأيام القليلة الماضية. وفي حين تخسر الميليشيات عشرات المواقع، زاد تحرك جماعتها للاستيلاء على المساجد في العاصمة والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها. وتؤكد معلومات وردت إلى عدن من صنعاء أن الحوثيين استكملوا السيطرة على نحو 97 في المئة من المساجد التابعة لوزارة الأوقاف وعينت خطباء ينتمون إليهم ويتوعدون المصلين في حال لم يمتثلوا لزعيمهم عبد الملك الحوثي. وأشارت المصادر إلى أن حكومة بن دغر ستعاود نشاطها في عدن، بمناقشة كل الملفات والقضايا العالقة بما فيها تعزيز الاستقرار الأمني وتوفير الخدمات في المدينة، والتنسيق مع دول التحالف العربي، وفي مقدمها السعودية لتنفيذ سياسة مصرفية للبنك المركزي اليمني في ضوء الوديعة المالية التي قدمتها المملكة للبنك ومقدارها بليونا دولار لمنع تدهور قيمة الريال اليمني، ودعم البرامج الاقتصادية للحكومة الشرعية، إضافة إلى التنسيق مع الدول والمنظمات المعنية بالمساعدات الإنسانية. ميدانياً، أكدت مصادر في مدينة المخا على الساحل الغربي لليمن أن تعزيزات ضخمة وصلت إلى المخا بحراً بقيادة ابن شقيق الرئيس السابق على عبدالله صالح، العميد طارق محمد عبدالله صالح، تضم تشكيلات من ألوية قوات «الحرس الجمهوري» السابق وقوات الحماية الرئاسية. وأوضحت المصادر أن هذه القوات التي نقلت بحراً من عدن إلى المخا تقدر بأربعة ألوية أطلق عليها «ألوية حراس الجمهورية» وتدعمها دول التحالف العربي. ولفتت إلى أن قوات طارق صالح تدعمها مئات العربات والمدرعات والأسلحة الحديثة، إضافة إلى مروحيات، وستنضم إلى الجيش الوطني في جبهة الساحل الغربي للمشاركة في تحرير محافظة الحديدة واسترجاعها من قبضة الحوثيين. وكان ما يسمى رئيس «اللجنة الثورية» للحوثيين محمد علي الحوثي، هدد في تغريدة على «تويتر» بالتصعيد العسكري والصاروخي ضد دول التحالف، لدعمها طارق صالح، وقال إن مفاجآت ستحدث في الساحل الغربي. وكانت قوات الجيش يدعمها طيران التحالف العربي، تمكنت الخميس من تحرير مواقع جديدة في مديرية كتاف البقع شمال شرقي محافظة صعدة. وقال قائد محور صعدة العميد عبيد الأثلة إن الجيش على جبهات الصوح والمليل والعطفين في كتاف، حرر «وادي الفرع» القريب من مركز مديرية كتاف، في عملية عسكرية خاطفة تكبّدت خلالها ميليشيات الحوثيين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. ولفت قائد محور صعدة إلى أن قوات الجيش تتقدم لتحرير مركز مديرية «كتاف البقع»، بعدما التحمت جبهات «الصوح» مع جبهتي المليل والعطفين في «منطقة الفرع» وأصبحت طلائع الجيش على بعد 10 كيلومترات من مركز المديرية. وكانت مقاتلات التحالف العربي استهدفت خلال اليومين الماضيين مواقع الميليشيات في مديرية «كتاف» وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. وفي محافظة تعز، سقط 18 عنصراً من الميليشيات بين قتيل وجريح بغارات جوية لمقاتلات التحالف في جبهة مقبنة غرب تعز. كما استهدفت مدفعية الجيش مواقع الحوثيين في سائلة شبيه بجبهة الأشروح. وتشهد جبهة محافظة البيضاء (وسط) انهيارات في صفوف الميليشيات نتيجة تقدم وحدات من الجيش، يدعمها طيران التحالف العربي، ويساندها رجال القبائل المناوئة للحوثيين في المحافظة. وقالت مصادر إن الحوثيين فجّروا عبّارات وجسوراً أثناء هروبهم ليمنعوا تقدم القوات الحكومية. وتمكن عشرات من المعتقلين في سجون الميليشيات من الفرار.