منذ أن رحل والدهم في عام 1427 ه يعيش أبناء يحيى محمد الحقوي وضعاً مأسوياً صعباً، فالأيتام العشرة (ستة ذكور وأربع إناث) لم يلتحقوا بالدراسة ولم يتم ضمهم إلى كرت العائلة. ويعود السبب في هذا الوضع إلى أن الأب قد توفي قبل أن إضافتهم، وزاد من حجم معاناتهم فراق والدتهم وزواجها من شخص آخر، إذ وجد الأيتام أنفسهم فجأة من دون والدين. لم يجد العم إسماعيل، بداً من أداء واجبه الإنساني والأسري، فبادر إلى كفالة أبناء شقيقه وأسكنهم في منزله المتواضع الذي يقطن فيه مع أبنائه الستة بالإيجار. بحرقة وألم يكشف العم إسماعيل الوضع الكارثي للأيتام، «عانى أبناء أخي رحمه الله مرارة اليتم والضياع والحرمان بعد أن رحلت أمهم وتركتهم لتقترن برجل آخر فلم يتبقَّ لهم في هذه الدنيا، بعد الله، سواي، فقمت باحتضانهم إلى جانب أبنائي الستة»، مستدركاً: «لكن ضيق الحال وقلة المال تحولان دون تحسين وضعهم المعيشي، فأنا بلا عمل على رغم بحثي الدائم والمستمر عن مصدر رزق يسد جوع أسرتي والأيتام». ويوضح: «كلما ذهبت إلى شركة أو مؤسسة وشرحت لهم ظروفي الأسرية والاجتماعية، يعدونني بأنهم سيتصلون على هاتفي إذا وجدت الموافقة، ولكن من دون جدوى، لقد مللت وتسلل الإحباط واليأس إلى نفسي كلما شاهدت أبنائي وأبناء أخي الأيتام وعجزت عن تحقيق القليل جداً من مطالبهم طلباتهم»، مؤكداً بأن الشعور بالعجز عن تأمين مستقبل هؤلاء الأطفال يؤلم ويحرم الإنسان من السعادة والنوم. ويتابع العم إسماعيل: «المنزل الذي نسكنه، هو منزل موقت ويمكن في أي وقت أن يطلب منا صاحب المنزل الرحيل والمغادرة، ولو حدث هذا الأمر، فإنه بداية تشرد أسرتي والأيتام»، مشيراً إلى أنه سبق أن تقدم بطلب إلى جمعية الإسكان الخيري من أجل الحصول على منزل يؤوي الأيتام العشرة، إلا أن الجمعية رفضت بحجة عدم وجود حصر ورثة وكرت العائلة الخاص بوالدهم. كانت العبرات تخنق الكلمات، وفجأة ذرف العم إسماعيل دموعه بعد أن حبسها طويلاً، «نواجه مستقبلاً مجهولاً، والخوف يسيطر علينا جميعاً، ولا نعرف ماذا نفعل». وأوضح : «كنت عاجزاً عن توفير لقمة العيش لأبنائي الستة، فكيف بعد أن زاد العدد عشرة أطفال آخرين». ويأمل العم إسماعيل من فاعلي الخير وذوي القلوب الرحيمة العمل على مساعدته وتوفير مستقبل أفضل لأبنائه وأبناء أخيه، بتأمين سكن يؤويهم ويحميهم من عواصف الزمن، وتوفير مصدر عيش لهم حتى يتعلموا ويكبروا ويعتمدوا على أنفسهم.