برزت منطقة المطرية التابعة لحي شرق محافظة القاهرة أخيراً كمنطقة أثرية في مصر الحديثة، إذ شهدت توافد عشرات البعثات العاملة في مجال الكشف الأثري كونها تحتوي على آثار تكشف جوانب مهمة من تاريخ الأسر الفرعونية في التاريخ المصري. وكشفت البعثة المصرية الألمانية العاملة في المنطقة أكثر من 4500 قطعة أثرية، وعدّت هذا الكشف استكمالاً لأعمال حفر البعثة الأثرية المتعلقة بتمثال الملك بسماتيك الأول، إذ عُثر عليه في منطقة سوق الخميس في حي المطرية العام الماضي، ونقل إلى المتحف المصري للترميم في منطقة التحرير في وسط القاهرة. وعُثر على الجزء الأكبر من تلك القطع الأثرية في حفرة تقع في جنوب قاعدة التمثال، ورجح أنها اكتشفت في العصر الفاطمي، عندما فككت جدران المعبد واستخدمت في بناء المباني في ذلك الوقت. ووجد تمثال الملك بسماتيك الأول واقفاً، الأمر الذي لم تستطع حفائر الموسم السابق من تحديد أسبابه، إذ إن اليد اليسرى تمتد أسفل البطن بينما تمتد اليد اليمنى على طول الجسم كله، وزيّن العمود الخلفي للتمثال بنقوش دقيقة تمثل الملك جاثياً على ركبتيه يقدم القرابين أمام هليوبوليس. وكشفت نتائج المسح المغناطيسي في موقع معبد الملك نختنبو الأول الواقع إلى الغرب من المسلة، وجود كتل الكوارتيزيت التي تمثل جزءاً من بوابة في عصر الملك رمسيس الثاني ونخبتنو الأول، كما عثر على عناصر فريدة من تلك القطع منها أفريز من الصقور، وجزء من بوابة تعود إلى عصر الملك مرنبتاح، وأجزاء من تمثال ضخم مصنوع من الغرانيت الأحمر يمثل الملك رمسيس الثاني على هيئة أبو الهول، وهو الأمر الذي يؤكد أن الملك نختنبو الأول أضاف مبانيه ومعبده إلى مبان سابقة.