عقدت شركة «أسترازنيكا» Astra Zenica العالمية المتخصّصة في صناعة الأدوية اجتماعاً في عمان أخيراً حضره قرابة 30 طبيباً من اختصاصيي الغدد الصم وأمراض القلب في الأردن ولبنان. واختتم الاجتماع بالإعلان عن توصيات أولية لدراسة موسّعة عن التقصير في معالجة الارتفاع في نسبة الكولسترول في الدم. حملت الدراسة اسم «سِفالِس» CEPHElUS. وشملت دولا عدّة، منها الأردن ولبنان. ووفق ما تداوله الاجتماع، فإن غالبية الدراسات العالمية المُشابهة أظهرت أن نسبة الذين تناولوا أدوية لتخفيف الكولسترول المضرّ (ويسمى «الدهن المنخفض الكثافة» Low Density Lipoproteins ، واختصاراً «آل دي آل» LDL) وتجاوبوا معها، لم تتعدَ الخمسين في المئة. في المقابل، أظهرت دراسة «سِفالِس» أن نسبة متوسطة من المرضى نجحت في خفض مستويات الكولسترول المضر عبر تناول أحد الأدوية الخافضة لهذا النوع من الدهون. واللافت أن المرضى من أصحاب عوامل الخطورة المرتفعة، كانوا الأقل انتفاعاً من العلاج. وأجمع الأطباء المشاركون على ضرورة التزام المريض بتناول دواء لخفض الكولسترول المضرّ، مع تعديل الجرعة عند اللزوم، لمدة طويلة. كما بيّنوا تعديل جرعات الدواء بالتوافق مع نتائج الفحوص المختبرية المنتظمة. وأوضح المجتمعون أن الدراسة جرت على مدار ستة أشهر في الأردن وشملت 600 شخص أعمارهم دون 18سنة، ممن يخضعون لعلاجات بواسطة أدوية خفض مستوى الكولسترول. وتوزّع هؤلاء على 11 مستشفى ومركزاً متخصصاً في الأردن هي: المستشفى الاستشاري، الأردن، الإسلامي، التخصصي، عمان الجراحي، المركز العربي، مستشفى الجامعة الأردنية، الخالدي، مستشفى الملك عبدالله المؤسس، المدينة الطبية والمستشفى الإسلامي في العقبة. وقال الدكتور أيمن حمودة، المستشار الرئيسي للدراسة في الأردن: «تسعى الدراسة للوصول إلى معلومات دقيقة عن مدى تفشي ارتفاع نسبة الكولسترول، وطُرُق السيطرة على مستوياته لدى المرضى الخاضعين الذين يتناولون أدوية خافضة للكولسترول. وتفيد هذه المعلومات في الحدّ من تزايد معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية وتساعدنا في الحفاظ على مرضانا وتجنيبهم المضاعفات الناجمة عن تراكم الكولسترول والدهون على جدران الأوعية الدموية، مع العلم أنها قد تكون قاتلة في بعض الأحيان». يُذكر أن دراسات حديثة ل «منظمة الصحة العالمية» عن انتشار مرض ارتفاع نسبة الكولسترول في المشرق العربي، رصدت وصول هذه النسبة في الأردن إلى ما يزيد على خمسين في المئة من السكان، مع ملاحظة أن 96 في المئة من الشريحة الأخيرة تعاني أمراضاً في القلب والأوعية الدموية. في الاجتماع نفسه، استعرض الدكتور جورج غانم، اختصاصي أمراض القلب في مستشفى «سانت كلير- ميتشغن» في الولاياتالمتحدة، معلومات عن ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون وعلاقتها بأمراض القلب والأوعية الدموية. وفي السياق عينه، تحدّث الدكتور أكرم إشتَي، رئيس جمعية أطباء الغدد الصمّ اللبنانية والمنسق العام للدراسة في المشرق العربي، عن التوصيات التي توصلت إليها الدراسة في أوروبا. وأوضح أن 45 في المئة من العيّنة التي شملتها الدراسة (14 ألف مريض)، يتناولون دواءً لخفض الكولسترول ويحقّقون انخفاضاً مرضياً في نسبته في الدم، مع ملاحظة أنهم يخضعون للعلاج منذ 4 سنوات. وأوضح إشتي أن دراسة «سِفالِس» شملت ألف مريض في الأردن ولبنان. وأخيراً، بيّن أن المستوى الكلي للكولسترول يرصد عبر قياس مستوى البروتينات الدهنية في الدم، مع ضرورة تحديد نِسب الكولسترول المضر «آل دي آل» والكولستِرول المفيد («أتش دي آل» HDL، اختصاراً لمصطلحHigh Density Lipoproteins)، مُشدّداً على أن ارتفاع نسبة ال «أتش دي آل» يترافق مع انخفاض نسب الإصابة بالذبحة القلبية والسكتة الدماغية وانسداد الشرايين الإكليلية في القلب وغيرها.