استكمالاً للحديث الاسبوع الماضي حول الدهون والذي اكدنا فيه ان العلماء ينصحون بالتقليل من استهلاك الدهون المشبعة وينصحون بالزيوت النباتية على الدهون الحيوانية. كما اوضحنا ان تناول الدهون ذات المنشأ الحيواني ما عدا دهون الأسماك يرفع كما نعرف مقادير الدهون والكوليسترول في الأعضاء ويحدث التصلب الشرياني ، بينما أغلب الزيوت النباتية لا تؤدي إلى مثل هذا الأمر . الأضرار الصحية للدهون : 1 الدهون وأمراض القلب والشرايين : ذكرنا أن دهون الدم تتواجد معظمها في شكل كولسترول وجلسريدات ثلاثية مركبة مع بروتينات مشكلة ما يسمى بالشحميات البروتينية Lipoprteins وتتكون كل قسيمة أو جزيء Parlicle من هذه المواد من وسط يحتوي على جلسريدات ثلاثية Triglycerides وكوليسترول مؤستر وطبقة خارجية تتكون من كوليسترول حر وشحميات فسفورية Phospholipids ويمكن تقسيم الشحميات البروتينية لعدة أنواع مثل : 1 دقيات ليكوسيه Chylomicrons وهي ناتجة عن أيض الدهون في الأمعاء ودخولها للدورة الدموية عبر القنوات اللمفية وتتكون أساساً من جلسريدات ثلاثية مع كوليسترول ويتم تحويل جزء منها في الدم بواسطة إنزيم الليباز في بطانة الشعيرات الدموية إلى أحماض دهنية حرة ، حيث تدخل خلايا الجسم ويتم أكسدتها للحصول على بعض الطاقة أو يتحول جزء منها إلى جلسريدات ثلاثية جديدة ، ويصل جزء منها للكبد حيث تتم معالجتها بالأنزيمات اليحلوليه وكذلك رائحة الكعك المحلى المخبوز لتوه Lysosomal enzymes لإفراز مادة الكوليسترول الحر الذي يستعمل في : أ صناعة أملاح الصفراء . ب تصنيع أغشية الخلايا . ج تصنيع أسترات الكوليسترول التي تخزن في الكبد . 2 الشحميات البروتينية منخفضة الكثافة جداً Very low density Lipoproleins (V L D L ) : تصنع هذه الشحيمات في الكبد وتتكون من جلسريدات ثلاثية وكوليسترول ، وعند دخولها للدم تتم معالجتها بأنزيم الليباز الذي يحرر منها ما يعرف باسم الشحيمات البروتينية متوسطة الكثافة Intermediate Density Lipoproteins (I D L ) والتي كانت تعرف فيما سبق باسم الشحيمات البروتينية من مجموعة بيتا B – Lipoproteins . 3 الشحميات البروتينية منخفضة الكثافة Low Density Lipoproteins (L D L ) : يتم تحويل الشحميات البروتينية منخفضة الكثافة أثناء دورانها في الدم بواسطة أنزيم الليباز في الأوعية الدموية إلى شحميات بروتينية منخفضة الكثافة تتكون أساساً من كوليسترول حر . وأثناء دورانها في الدم يتم التقاط جزء منها بواسطة مستقبلات خاصة بها في خلايا الكبد يتم تحويلها إلى كوليسترول ليستعمل في العمليات السابق ذكرها . أما الجزء الآخر فتحمله الخلايا البلعمية الكبيرة Macrophages لترسبه في بطانة الأوعية الدموية وبالأخص في الشرايين الإكلينية Cronary arteries والشرايين البهر Aortas محدثة ما يسمى بالتصلب العصيدي الشرياني Arther osclevosis ولذلك يطلق على هذه الشحميات اسم الكوليسترول الضار . 4 الشحميات البروتينية عالية الكثافة High Density Lipoproteins (H D L ) : يتم تصنيع الشحميات البروتينية عالية الكثافة والتي تعرف كذلك باسم الشحميات البروتينية من نوع الفا Lipoproteins Alpha في الكبد والأمعاء ومن ثم تدخل الدورة الدموية حيث تتركز مهمتها الأساسية في التقاط الكوليسترول الحر ( الطليق ) وأسترته بواسطة الأنزيم الناقل لزمرات الأسيل والذي يعرف باسم Lecithin Acyle Transferase مما يقلل أو يضعف من ترسب الكوليسترول الحر على بطانة الشرايين . وأثناء دوران هذه الشحيمات في الدم ترتبط مع بعض الناقلات البروتينية التي تسمى الأبوبروتينات Apoproteins E التي تنقلها للكبد حيث يتم تحويلها إلى شحميات بروتينية ذات كثافة متوسطة ومنخفضة جداً ثم يتم تحويلها إلى كوليسترول طليق أو حر ليستهلك في العمليات السابق ذكرها . لا يوجد طعام يزيد من بدانة الخصر مثلما تفعل الدهون وبذلك يكون الدور الأساسي للشحميات البروتينية عالية الكثافة هو نقل الكوليسترول الحر في الدم إلى الكبد مما يؤدي إلى تخفيض مستواه في الدم . ولهذا يطلق على هذه الشحميات اسم الشحميات الحميدة أو النافعة . ما هي أخطار فرط أو زيادة الشحميات البروتينية ؟ تكمن خطورة فرط الشحميات البروتينية منخفضة الكثافة في الدم في قدرتها على المساعدة على تهيئة الإنسان للإصابة بعدة أمراض منها: 1 التصلب العصيدي للشرايين Atherosclerosis . 2 التخثرات في الأوعية الدموية Thrombosis . 3 الذبحات الصدرية Anginas e.g. Angina Pectoris . 4 الاحتشاء القلبي Myocardial Infarction . 5 التهاب غدة البنكرياس Pancreatitis . وعليه فإن ارتفاع مستوى الشحميات البروتينية عالية الكثافة (H D L ) في الدم يؤدي إلى تقليل الإصابة بهذه الأمراض . كما أوضحت بعض البحوث أن تخفيض مستوى الكوليسترول في الدم بنسبة 25% يؤدي إلى تقليل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 50% . تأثير الدهون الحيوانية والنباتية على صحة الإنسان : لا شيء يماثل مذاق ساندويتش البرجر كثير العصارة ، أو رائحة الكعك المحلى المخبوز لتوه أو المذاق الرقيق للأيس كريم ، إن المكون الوحيد الذي يكسب هذه الأغذية هذا المذاق اللذيذ المكون الوحيد الذي يجعلها تشع رائحة ونكهة جذابة ويكسبها قواما يسلب الألباب ويبث بداخلنا شعوراً بالرضا لا يضاهيه شيء ، هو الدهون . لكن للأسف الشديد ، فلا يوجد طعام يزيد من بدانة الخصر مثلما تفعل الدهون ، كما أنه ليس هناك غذاء آخر يعرضنا لخطر البدانة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكر وحتى السرطان ، أكثر من الدهون . لو نظرنا إلى تأثير الزبد Butter على صحة الإنسان والذي يحتوي على دهن بنسبة 86% وماء بنسبة 20% وكوليسترول بنسبة 3،% وبروتين بنسبة 7،% وسكر لبن ( لاكتوز ) 1,7% وملح بنسبة 2,5% وفيتامين أ بنسبة 3500 وحدة دولية وفيتامين د بنسبة 28-40 وحدة % ومعادن بنسبة 066،% وتوكوفيرولات بنسبة 0,0024% . كما تحتوي الزبده على بعض الهرمونات الاستيرويدية كما تحتوي على زيوت طيارة التي تكسب الزبد رائحته . كشفت لنا الأبحاث والدراسات الطبية للزبد أن هذا الغذاء في مجمله داء وليس غذاء. فمعظم تأثيراته الطبية غير مرغوب فيها . فخلاصة الدراسة هي تنبيه بعض المرضى إلى تجنب تعاطي هذا الغذاء ومنهم مرضى فرط الكوليستروليميه والبروتينات الشحمية والجلسريدات الثلاثية الذين يعانون من مرض التصلب العصيدي الشرياني ومرضى الخثرات الدموية والذبحات الصدرية وفقر الدم الانحلالي وفرط ضغد الدم الشرياني واضطرابات النظم القلبي . وتبعاً لما أوضحته الدراسة في قدرة الزبدة على إضعاف تصنيع الموثينات في الجسم فعليه يجب نصح النساء الحوامل بتجنب تعاطي الزبدة خلال فترة الحمل وخصوصاً في الشهر الأخير منه لما لهذه الموثينات من قدرة على زيادة تروية الرحم بالدم وضمان استمرارية غذاء الجنين بصورة كاملة ولما لها من قدرة في تسهيل عملية الولادة . وبالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من أي من الأمراض السابقة فلا بأس من تعاطي الزبدة وبالأخص الذين يعانون من داء اليوريميه Uremia والهيموفيليا Haemophilia الذين يعانون من النزف الدموي .