يرتبط مرض ارتفاع ضغط الدم غالباً بزيادة نسبة الكولسترول في الدم. وقد لا يجدي ضبط مستوى الضغط مع تجاهل علاج الكولسترول، في الوقاية من الجلطات القلبية مثلاً. وسعت مجموعة من الابحاث الحديثة الى دراسة الفائدة من إنتاج عقاقير تعمل على ضبط هذين الاضطرابين معاً. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور حسام قنديل أستاذ القلب في كلية طب قصر العيني في القاهرة، أن ارتفاع ضغط الدم يتزايد انتشاراً بين الشعوب العربية، بالارتباط مع التغير في نمط الحياة، وهجرة أسلوب العيش القديم المرتكز على النشاط العضلي والجسماني والحركي. وأشار إلى أن استخدام التكنولوجيا أدى إلى رفاهية الإنسان، لكنه أفقده فوائد الحركة، وأمدّه بكميات وفيرة من السعرات الحرارية التي تأتي من الأغذية الغنية بالدهون المشبعة، وانتشار الوجبات السريعة. وأدت تلك الأمور إلى انتشار ظاهرة البدانة المفرطة والأزمات القلبية والوفيات المفاجئة في سن صغيرة بسبب الجلطات في شرايين القلب وغيرها. وأكد قنديل ضرورة الفحص الدوري للأشخاص فوق سن الأربعين للتأكد من عدم إصابتهم بارتفاع ضغط الدم أو في نسبة الدهون المضرة بالجسم. وكذلك أوضح الدكتور إيهاب عطية أستاذ القلب في كلية طب جامعة عين شمس، أن الميزة في دمج نوعين من الأدوية في كبسولة مشتركة لعلاج مرضى ارتفاع ضغط الدم والكولسترول، تتمثّل في سهولة تناولها بالنسبة الى المريض الذي يقل انتظامه في تناول الدواء كلما تعددت جرعاته أو أنواعه. وتتجسّد الميزة الثانية في إعطاء حماية غير مسبوقة من الأزمات القلبية، قد تصل إلى 50 في المئة. وأشار إلى أن معظم الدراسات أكدت أن الكولسترول من أقوى المسببات التي تؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين، مع ملاحظة أن شدة الخطورة تختلف من شخص إلى آخر تبعاً لعدد عوامل الخطورة المتوافرة لديه. وأوضح أنه في الماضي لم تكن هناك دراسات تحدد العلاقة في شكل مباشر ما بين الكولسترول المُضِر (أي المنخفض الكثافة) وحدوث تصلب في جدران الشرايين. وأدى ذلك الى تشكيك في أهمية ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، مع السماح بأرقام مرتفعة ولا تؤدي إلى حماية الإنسان. وفي المقابل، أظهرت الدراسات الأكثر جدّة أن الكولسترول هو أساس الإصابة بأمراض القلب، وبالتالي وجد أنه لابد من خفض نسبة الكولسترول المُضِر إلى مستوى منخفض. وأضاف: «مشكلة الكولسترول أنه لا توجد له أعراض واضحة ولا يشعر به المريض فهو قاتل صامت... والمريض لا يتناول الدواء إلا إذا كانت هناك أعراض. كما أن هناك معلومات شائعة خطأ مفادها أن أدوية الكولسترول تؤذي الكبد، ولذلك يكون اختيار المريض الأول هو إيقاف دواء خفض الكولسترول، بينما يفضل تناول الدواء لضبط نسبة السكر في الدم... وهناك معلومة أخرى خاطئة تتلخص في أن الامتناع عن المآكل الدهنية يحسن نسبة الكولسترول، والحقيقة أن بعض الأشخاص يشكون من ارتفاع الكولسترول بسبب الوراثة، ما يزيد من أهمية أدوية الكولسترول المصاحبة لأدوية الضغط والقلب».