إذا كان الصيادون في السنوات السابقة، ينتظرون بدء موسم صيد الروبيان مطلع شهر أب (أغسطس)، فإن بعضهم طالب هذا العام، بتأجيله إلى الأول من شهر أيلول (سبتمبر)، لأن موعده الأصلي يتزامن مع شهر رمضان المبارك، الذي ينخفض فيه الإقبال على الروبيان، في شكل كبير، ما سيضر في موسمهم «الذهبي». لكن صيادين آخرين تحفظوا على مطلب زملائهم، «خوفاً من أن تتم الموافقة عليه، واحتساب الفترة الإجمالية لمدة خمسة أشهر فقط، بدلاً من ستة أشهر». وكانت وزارة الزراعة السعودية، ممثلة في وكالة شؤون الثروة السمكية، حددت موعد السماح بصيد الروبيان في المياه الإقليمية السعودية على الخليج العربي، وذلك اعتباراً من الأول من أب (أغسطس) المقبل، المصادف للأول من شهر رمضان المقبل، ولمدة ستة أشهر. فيما تقدم صيادون في سواحل مدينة الجبيل، بطلب لتأجيل الموسم، مشيرين إلى «اعتبارات عدة تمنعنا من الإبحار في بداية الموسم، منها تزامنه مع شهر رمضان، حيث حرارة الأجواء وارتفاع نسبة الرطوبة». وقال الصياد رضا الفردان: «تزامن موسم فسح الروبيان لهذا العام، مع بداية شهر رمضان المبارك، دفعنا إلى المطالبة بتأجيل الفسح إلى ما بعد شهر رمضان، خصوصاً ان دخول الصيادين، وهم في حال الصيام، سيتزامن مع ارتفاع في درجات الحرارة، ووصولها إلى أعلى مستوياتها، وكذلك نسبة الرطوبة، ما يتسبب في إصابة الصيادين بحال من الإعياء الشديد»، مضيفاً أن «الأمر لا يقتصر على حرارة الأجواء فحسب، بل ان معظم الزبائن تفضل اللحوم الحمراء والبيضاء في بداية الشهر الكريم، ما يعني ضعف الإقبال على الروبيان، الذي سيكون بكميات كبيرة في الأسواق، في الأيام الأولى، وانخفاض سعره في بداية الموسم يعني تكبيدنا خسائر فادحة». بيد أن رأي الفردان وصيادين آخرين لم يرق لزملائهم، ومنهم حسين آل عيسى، الذي قال: «إذا كانت هناك نية لدى الثروة السمكية، بتأجيل الموعد إلى ما بعد شهر رمضان المبارك، فعليها أن تسمح بالصيد لمدة ستة أشهر، وليس خمسة أشهر، كما تردد»، مبيناً أن «هناك اهتماماً كبيراً من مجموعة كبيرة من الصيادين بتأجيل الفسح إلى ما بعد شهر رمضان، إلا أنهم يخشون من احتساب المدة الإجمالية لخمسة أشهر فقط، وليس ستة، وهي المدة المسموح فيها بصيد الروبيان». ويقدر عدد القوارب العاملة في موسم الروبيان بنحو ستة آلاف قارب. فيما يبلغ عدد العاملين عليها نحو 10 آلاف صياد. وتختلف أسعار الروبيان بحسب أحجامه، إذ يبلغ سعر الكيلو غرام الواحد للروبيان بحجمه المتوسط نحو 20 ريالاً في بداية الموسم. فيما تتذبذب الأسعار بعد ذلك، بحسب كمية العرض والطلب. وقال أحد بائعي الأسماك في سوق القطيف المركزية: «إن أسعار الروبيان متفاوتة بحسب الحجم والفترة الزمنية»، موضحاً أن «سعر الروبيان الكبير للمن الواحد (16 كيلو غراماً) نحو 500 ريال، والمتوسط منه سعره 320 ريالاً. فيما يصل سعر الروبيان ذي الحجم الصغير إلى 240 ريالاً للمن الواحد»، مستدركاً أن «الأسعار تتغير مع قوة العرض والطلب. وعادة ما تشهد الأيام الأولى من الفسح أسعاراً متباينة، سرعان ما تنخفض بصورة كبيرة، قبل أن ترتفع من جديد في نهاية فترة الفسح».