أصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بالاختناق عندما أطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مسيرة سلمية نظمتها «الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان» وحملة «أهلاً في فلسطين». وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز والعيارات المعدنية في اتجاه نحو 200 متظاهر، ما أدى إلى اختناق العشرات منهم. ونظمت الحملتان المسيرة مقابل «حاجز القبة» العسكري الاسرائيلي على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم جنوب الضفة، انطلاقاً من مخيم عايدة للاجئين للترحيب بالمتضامنين الأجانب الذين تمكنوا من «التسلل» الى الضفة الغربية عبر مطار بن غوريون المقام على أراضي مدينة اللد الفلسطينية داخل اسرائيل. ومنعت قوات الاحتلال المتظاهرين من الوصول الى الحاجز العسكري وهددت بإطلاق النار الحي عليهم في حال لم يتراجعوا. وقال منسق «الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان» في بيت لحم مازن العزة في بيان إن «المسيرة جاءت استكمالاً للتحرك الشعبي لأسبوع الفعاليات ضد نظام الابارتهايد والتمييز العنصري ولإنهاء الاحتلال، وإحياء الذكرى السابعة لفتوى (محكمة العدل الدولية في) لاهاي (هولندا) الداعية لإزالة الجدار». وكانت الفعاليات بدأت أول من أمس بتنظيم مسيرة مركزية على «حاجز قلنديا» العسكري الاسرائيلي. وقالت اللجنة إن الفعاليات ستمتد اليوم (أمس) الى قرية الولجة شمال غربي بيت لحم (..) بعدما وضعت قوات الاحتلال علامات لتحديد مسار جدار الفصل العنصري حول القرية، وتحديد أشجار الزيتون التي سيتم اقتلاعها عند البدء بإقامته». الى ذلك، لا تزال اسرائيل تعتقل 82 متضامناً أجنبياً من نشطاء السلام الذين وصلوا على متن قافلة الاحتجاجات الجوية على حصار غزة الجمعة الماضي، وتم اعتقالهم في مطار اللد بالقرب من تل ابيب ومُنعوا من دخول الأراضي الإسرائيلية والفلسطينية. وأعلنت الناطقة باسم اجهزة الهجرة الاسرائيلية سابين حداد ان 82 ناشطاً من المتضامنين مع القضية الفلسطينية الممنوعين من دخول اسرائيل كانوا لا يزالون محتجزين امس الاحد في انتظار طردهم. وكان 125 ناشطاً وصلوا الى المطار، وتم اطلاق أربعة منهم، وزج الباقون في سجون إسرائيلية. وقال مسؤولون فلسطينيون إن عشرات النشطاء نجحوا في الوصول الى الضفة الغربية. وصرحت المتحدثة الاسرائيلية ل «فرانس برس» ان «زوجين بلجيكيين طردا ليلاً بالاضافة الى 22 بلجيكياً و13 المانياً واسبانياً واحداً». وأضافت «اننا نأمل ان نتمكن من ترحيل الباقين الى بلدانهم خلال 48 ساعة، هذا متوقف على العثور على مقاعد لهم على متن الرحلات» المتوجهة الى اوروبا. والناشطون معتقلون في سجني ايلا في بئر السبع جنوب اسرائيل والرملة قرب تل ابيب. ومعظمهم من الفرنسيين وبينهم اميركيون وبلجيكيون وبلغار واسبان وهولنديون. ونجحت اسرائيل في أعقاب ضغوط وتحذيرات لشركات طيران اوروبية وأميركية في منع نحو 200 ناشط من السفر اليها انطلاقاً من مطارات اوروبية، بعدما عممت «قائمة سوداء» باسمائهم على شركات الطيران، وشددت على أنها لن تسمح بدخولهم الى أراضيها، وأن الطائرات التي ستُقلهم الى اسرائيل ستضطر الى اعادتهم من حيث جاؤوا.