نجح نحو مئة متضامن أوروبي مع القضية الفلسطينية من دخول مطار بن غوريون في تل ابيب على رغم الاجراءات التي اتخذتها السلطات الاسرائيلية لمنع هؤلاء من دخول البلاد، كما نجح عشرات المتضامنين الأجانب في الوصول الى مدينة بيت لحم للمشاركة في حملة «أهلاً في فلسطين» التي شاركت في تنظيمها 40 مؤسسة أهلية فلسطينية بالتعاون مع مؤسسات وحملات تضامن دولية. يأتي ذلك فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية أمس أنها منعت وصول نحو 200 من الناشطين الأجانب المتضامنين مع القضية الفلسطينية الذين كان مفروضاً أن يصلوا إلى مطار اللد (شرق تل أبيب) أمس للتوجه إلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وإعلان تضامنهم مع الفلسطينيين. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن جمال زحالقة العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي الجمعة ان «مئة من المتضامنين الاجانب القادمين من بلجيكا وفرنسا استطاعوا الدخول الخميس والمشاركة في تظاهرات بلعين الجمعة». ويواظب أهالي قرية بلعين منذ 6 سنوات على التظاهر كل يوم جمعة ضد الجدار الفاصل الذي تقيمه اسرائيل في الضفة الغربية بمشاركة متضامنين اجانب واسرائيليين. وتوقع زحالقة، النائب عن «حزب التجمع الديمقراطي» ان «يدخل نحو مئة آخرين المطار الجمعة ممن لا تعرف اسرائيل عنهم شيئاً» موضحاً انهم «سيشاركون في تظاهرات تضامنية في بيت لحم في الضفة الغربية وفي نشاطات قرية العراقيب في النقب التي تنوي اسرائيل مصادرة نحو 12 الف دونم من اراضيها». واعتبر النائب العربي ان «هناك توطؤاً اوروبياً مع الاستخبارات الاسرائيلية وذلك بمنع صعود المتضامنين مع الشعب الفلسطيني الى الطائرات» مضيفاً «ان هذا عار على اوروبا». ومنعت اسرائيل الجمعة مجيء مئات الناشطين من مؤيدي القضية الفلسطينية من منظمي حملة «أهلاً وسهلاً بكم في فلسطين» الذين كانوا يريدون الهبوط في مطار تل ابيب للتوجه منه الى الاراضي الفلسطينية التي تسيطر اسرائيل على جميع مداخلها، بمنعها شركات جوية من نقلهم. وصرحت المتحدثة باسم هيئة الهجرة سابين حداد الى «فرانس برس» ان اسرائيل سلمت «شركات الطيران قائمة من 342 اسماً لاشخاص غير مرغوب فيهم محذرة اياها من انه ستتم اعادتهم على الفور على حساب الشركات المعنية». وكان حوالى 600 ناشط، منهم 300 فرنسي ووفود من بلجيكا والمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وايطاليا، سيشاركون في نشاطات مؤيدة للشعب الفلسطيني». وحسب الشرطة الإسرائيلية فإن ناشطتين أميركيتين وصلتا إلى مطار تل أبيب صباح أمس قادمتين من أثينا حيث كان من المفترض أن تشاركا في قافلة «أسطول الحرية 2» المتضامنة مع قطاع غزة، إلا أن تعثر الإبحار دفعهما إلى الوصول جواً، وتم استصدار أمر من وزير الداخلية ايلي يشاي بطردهما فوراً بداعي أنهما وصلتا من أجل إثارة الاستفزاز والإخلال بالنظام. وأعيدت الناشطتان إلى أثينا على متن الطائرة اليونانية ذاتها. وكان مئات أفراد الشرطة والاستخبارات انتشروا منذ ثلاثة أيام في مطار اللد الدولي بعد أن تلقوا معلومات صارمة بمنع الناشطين من دخول إسرائيل «بحزم وصرامة» كما قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو. وأكدت تقارير صحافية إسرائيلية أن النشاط الإسرائيلي المركزي لمنع وصول قافلة الطائرات تم في المطارات الأجنبية، وأن قلائل فقط نجحوا في وصول المطار وتمت إعادتهم من حيث أتوا. وقامت الشرطة باستعدادات خاصة «لاستقبال» رحلة جوية قادمة من زيوريخ بداعي أن على متنها «إرهابياً وتسعة إسلاميين وعشرات السياح الأجانب، الذين لم يعرف بعد ما إذا كانوا ناشطين يساريين أو قريبين من جهات إرهابية». وفي باريس (أ ف ب) احتل نحو خمسين مسافراً إحدى قاعات شركة «لوفتهانزا» في مطار رواسي صباح الجمعة بعد رفض السماح لهم بالصعود الى متن الطائرة لأن اسماءهم على قائمة «الاشخاص غير المرغوب فيهم» التي ارسلتها اسرائيل. في غضون ذلك، نجح عشرات المتضامنين الأجانب في الوصول الى مدينة بيت لحم، على رغم إجراءات الحظر الإسرائيلية، للمشاركة في حملة «أهلاً في فلسطين» التي شاركت في تنظيمها أربعين مؤسسة أهلية فلسطينية بالتعاون مع مؤسسات وحملات تضامن دولية. وكان من المتوقع ان يشارك المتضامنون الأجانب في تظاهرة ظهر الجمعة (أمس) عند حاجز قلنديا العسكري، أحد الحواحز التي تعزل مدينة القدس عن الضفة الغربية. وقال الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية المشارك في الحملة ان عدداً من المتضامنين الأجانب وصل الى البلاد قبل الموعد المحدد، أمس، بعدة أيام من أجل المشاركة في الحملة. واضاف البرغوثي ان «الحملة جزء مكمل للمقاومة الشعبية الفلسطينية الجارية على الأرض ولحملة المقاطعة الدولية لدولة الفصل العنصري (إسرائيل)». وأقام المتضامنون الأجانب أمس وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في كل من رام الله وبيت لحم في الضفة الغربية.