كشف أستاذ واستشاري السكري والغدد الصماء في جامعة شيفيلد البريطانية، وأحد كبار الخبراء العالميين في مجال علاج آلام اعتلال الأعصاب الناتج من مرض السكري البروفيسور سولومون تسفاي ل «الحياة»، أن السعودية تعد الأعلى عالمياً من حيث معدلات انتشار مرض السكري، إذ تتراوح نسبة المصابين في المملكة بين 25 إلى 30 في المئة، مؤكداً أن غالبية مرضى السكري يجهلون المخاطر والمضاعفات الخطرة التي يسببها هذا المرض. وقال أثناء زيارته للبلاد ألقى خلالها سلسلة محاضرات علمية تهدف إلى تعريف الأطباء بآخر المستجدات في هذا المجال، إن التوقعات تشير إلى ارتفاع أعداد المصابين بمرض السكري إلى أكثر من نصف بليون مريض على مستوى العالم بحلول عام 2030، مضيفاً أن زيادة عوامل الخطورة المؤدية لمرض السكري تزيد أيضاً من فرص التعرض لمضاعفاته الخطرة. وأشار إلى أن معدلات الإصابة بالسكري في الدول النامية آخذةٌ في الارتفاع مع مرور الوقت، وهو ما يعد صيحة تحذيرية مهمة بضرورة الانتباه وتباع السبل كافة اللازمة للوقاية من هذا المرض الخطر ومضاعفاته، من خلال مراعاة نظام غذائي متوازن والابتعاد عن السمنة وزيادة الوزن مع الاعتماد على النشاط البدني وممارسة الرياضة. وقال: «لا يستطيع أحدٌ أن ينفي دور طبيعة الطقس الحار السائد في المنطقة والذي يدفع الناس إلى الاعتماد على وسائل التنقل والإقلال من النشاط البدني»، مؤكداً أن داء السكري هو مرض تصاعدي لا يقف عند حد وتزداد شراسته مع مرور الوقت، نظراً إلى الإجهاد الذي يسببه المرض للبنكرياس ويؤدي إلى عدم قدرته على إفراز (الأنسولين) بالقدر الكافي، منبهاً أنه على رغم أهمية اتباع نظام غذائي صحي كأحد العناصر الأساسية في الوقاية والعلاج، إلا إن ذلك وحده لا يكفي في علاج المرض، إذ يتم وصف العلاج على حسب وضع ومتطلبات كل حالٍ على حدة. وأوضح أن مرض السكري يتسبب في حدوث بعض المضاعفات الخطرة والشائعة، من أهمها آلام الاعتلال العصبي السكري (DPN) وهو شكل من أشكال اعتلال الأعصاب الناتج من سوء السيطرة على مستويات السكر في الدم والذي يؤثر على نحو 65 في المئة من الأشخاص المصابين بداء السكري مسبباً الإحساس بالحرقة، أو وخز مؤلم أو خدر في القدمين أو اليدين أو حتى الإحساس بالصعق الكهربي والذي يصيب في غالبيته الأطراف السفلى ويؤدي إلى إحساس المريض بآلام شديدة حتى بمجرد لمس الأطراف لغطاء السرير أو لبس الجوارب، وقد يؤدي هذا التلف العصبي إلى فقدان الإحساس في القدم بالكامل في المراحل المتقدمة، ما يؤثر بشكلٍ كبير في حياة المريض، إذ إنه يطال أبسط الأنشطة اليومية مثل التنقل والعمل وغيرهما من الأنشطة الاجتماعية. ولفت أن الدراسات الواردة من الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب، وجمعية الألم الكندية، والاتحاد الأوروبي لجمعيات الأعصاب، والرابطة الدولية لدراسة الألم، وغيرها، أوصت الأطباء كافة باستخدام «بريجبالين» المعروف باسم «ليريكا» كخط علاج رئيس أول وفعال للآلام التي تختلف اختلافاً كلياً عن أي آلام أخرى، نظراً لكونه ناتجاً من اختلال وتلف في وظائف الأعصاب، وبالتالي لا تفيد معها مسكنات الآلام العادية ولا أدوية الروماتيزم، إذ يجب وصف هذا الدواء من قبل الطبيب المشرف على مريض السكري بهدف علاج آلام الأعصاب السكرية . وشدد على أهمية العمل على رفع مستوى الوعي بمرض السكري ومضاعفاته، خصوصاً آلام اعتلال الأعصاب السكري، من خلال تضافر جهود الأطراف المعنية ووسائل الإعلام كافة، لتسهم بصورة فعالة في توعية الجمهور بما تمتلكه من تأثيرٍ كبير على العامة.