أوصى ملتقى قيادات العمل التطوعي ومديري المسؤولية المجتمعية في الشركات تحت عنوان «المسؤولية المجتمعية... شراكة وتكامل» والذي اختتمت فعالياته في محافظة جدة الخميس الماضي بإنشاء رابطة للمسؤولية المجتمعية، وتنفيذ سلسلة من البرامج الإعلامية التي تهتم بالمسؤولية المجتمعية. وشهد الملتقى والذي حظي بحضور أكثر من 150 قيادياً وقيادية في القطاعين التطوعي والخاص في ختامه إطلاق سلسلة من المبادرات لتفعيل الشراكة بين القطاع الخيري والشركات منها، الدعوة لتأسيس جمعية خيرية لتعزيز المسؤولية المجتمعية عبر تشكيل مجلسٍ من الملتقى لتكوين مركز للمسؤولية المجتمعية كلجنة تأسيسية، وإجراء مسحٍ ميداني لأنشطة الشركات وتوجهاتها ليتمكن القطاع الخيري من صياغة برامج مسؤولية مجتمعية تخصصية موائمة له، وصياغة المشاريع الخيرية بالمفهوم التنموي وتقديمه لبرامج المسؤولية المجتمعية، ورسم خريطة طريق لحاجات المجتمع والقطاع الخيري من برامج المسؤولية المجتمعية لدى الشركات. وطالب الملتقى بتطبيق خطة وعي ونشر ثقافة للشركات والجمعيات تجاه المسؤولية المجتمعية عبر ندوات ومحاضرات، فضلاً عن تأهيل اختصاصيين في المسؤولية المجتمعية من جانب القطاع الخيري لترشيحهم في إدارات هذا القطاع في الشركات، وعقد ملتقى دوري ثنائي لإبراز دور الجمعيات من خلال أنشطتها وبرامجها وعرض التجارب الناجحة وتبادل الخبرات، وتحديد لجنةٍ أو جهةٍ تنسيقية لبرامج المسؤولية المجتمعية لتفعيل الشراكة بين القطاعين. وأكد الملتقى في ختام فعالياته على أن القطاع الخيري يعتبر إحدى الأذرع المهمة في تنفيذ برامج المسؤولية الاجتماعية، لافتاً إلى الحرص على الشراكة المبكرة في أي برامج تخطيطية لتنفيذ برامج المسؤولية الاجتماعية، فضلاً عن بث الوعي المناسب بمفهوم المسؤولية الاجتماعية وممارستها التطبيقية الموافقة للقيم المجتمعية والشريعة الإسلامية، وحث القطاع الخيري على الاستقرار الإداري والمالي ليكون قادراً على تنفيذ برامج المسؤولية الاجتماعية باحترافية ضمن برامجه التنموية، وبث الوعي لدى العاملين في القطاع الخاص بمفهوم المسؤولية الاجتماعية الصحيح والمتوافق مع قيم المجتمع والشريعة الإسلامية والممارسات الاحترافية للمسؤولية الاجتماعية، وعدم الخلط بينها وبين الممارسات الأخرى داخل المؤسسات، مثل برامج الدعاية أو العلاقات العامة أو التسويق وغيرها. من جانبه، أوضح المدير التنفيذي للملتقى الدكتور طارق بن زياد المشهراوي أن الملتقى هدف إلى الارتقاء العلمي والمعرفي والمهني لدى منسوبي القطاعات التطوعية، فضلاً عن ترسيخ القيم والقناعات حول العمل التطوعي، مشيراً إلى أن الملتقى يأتي تأكيداً لما يشهده العالم من تطور في نظرته للعمل الاجتماعي بشكل إيجابي، وأن الحكومات والدول أيقنت أن سعيها للتطور لا يتحقق إلا بتنمية العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية لدى أفراد ومؤسسات المجتمع. وأضاف المشهراوي أن العمل التطوعي أصبح في الوقت الحالي منهجاً يتطلب قدرات ومهارات يتعين على قياداته اكتسابها والإلمام بتطبيقاتها العملية والعمل على تطويرها، مشيراً إلى أن ثقافة التطوع تبوأت مكانة عليا بين مكونات ثقافات الدول والشعوب، وأضحت جزءاً لا يتجزأ من ثقافة المجتمعات المتطورة، بما تمثله من منظومة القيم والمبادئ والأخلاقيات والمعايير والرموز والممارسات التي تحث على المبادرة والعمل الإيجابي الذي يعود بالنفع على المجتمع.