حماة، نيويورك، نيقوسيا، واشنطن، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب، أ ب - شيعت حماة ومدن سورية 14 شخصاً سقطوا خلال تظاهرات الجمعة في وقت يتوجه حوالى 180 شخصية «جبهوية» و «بعثية» ومعارضة ومستقلة وشبابية، الى فندق «صحارى» قرب دمشق للجلوس الى «طاولة مستديرة»، في لقاء تشاوري للحوار الوطني يستمر يومين، يستهدف تقديم اقتراحات وتوصيات في شأن مستقبل الدستور السوري والصيغ الأفضل لمسوَّدات قوانين الأحزاب والانتخابات والإعلام وغيرها. ومع تراجع نسبي في التظاهرات ضد النظام أفادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس أن جنوداً وعناصر من قوات الأمن السورية أكدوا أنهم أرغموا على إطلاق النار على المتظاهرين العزل تحت طائلة التهديد بإعدامهم إذا رفضوا ذلك. وذكرت المنظمة، التي حصلت على شهادات 12 جندياً فاراً لجأوا الى لبنان وتركيا أن «المنشقين عن الجيش أكدوا أن من يرفض إطلاق النار على المتظاهرين قد يُعرض نفسه للقتل». وذكرت وكالة «فرانس برس» أن السلطات السورية اعتقلت أكثر من 200 شخص بعد تظاهرات الجمعة تحت شعار «لا للحوار». ونقلت عن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي يتخذ من لندن مقراً في بيان تلقته الوكالة، قوله إن «السلطات الأمنية السورية اعتقلت خلال التظاهرات أكثر من 200 متظاهر في حمص ودمشق وريفها وبانياس وإدلب. وكان من بين المعتقلين المخرج المسرحي أسامة غنم، الذي ضُبط «لدى مشاركته في تظاهرة حي الميدان في دمشق ولا يزال مصيره مجهولاً». وفي تطور من شأنه أن يزيد حال التشنج في قنوات الاتصال بين الحكومتين الأميركية والسورية، أعلنت واشنطن ليل الجمعة السبت، وبينما كان سوريون مؤيدون للنظام يتظاهرون أمام السفارة الأميركية في دمشق، أنها استدعت السفير السوري عماد مصطفى قبل أيام بعد «تسلمها تقارير أفادت أن أعضاء في البعثة الديبلوماسية السورية في الولاياتالمتحدة راقبوا سوريين شاركوا في التظاهرات السلمية في الولاياتالمتحدة. وأكدت الخارجية الأميركية في بيان أن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الأمن الديبلوماسي أريك بوسويل استدعى مصطفى الى الوزارة «الأربعاء الماضي لسؤاله عن عدد من المسائل المقلقة حول نشاطات موظفين في السفارة». وأضاف البيان أن الخارجية «تلقت تقارير بأن موظفين في البعثة السورية، تحت سلطة السفير مصطفى، يجرون أعمال مراقبة بواسطة الفيديو والصور لهؤلاء المشاركين في تظاهرات سلمية في الولاياتالمتحدة». وعلمت «الحياة» أن السفير السوري غادر «في إجازته السنوية» بعد الاجتماع بيوم واحد ومن المتوقع أن يبقى في سورية لأسابيع. الى ذلك، حضت السلطات الأميركية الجمعة المصارف الخاضعة لسلطتها على إبداء مزيد من الحذر حيال حركة الأموال المحولة من سورية وبصورة عامة من الخارج. وكانت الولاياتالمتحدة جمدت منذ أيار (مايو) الماضي الأرصدة المحتمل وجودها في المصارف الأميركية لعدد من المسؤولين والهيئات العسكرية أو السياسية للنظام في دمشق وفي مقدمهم الرئيس بشار الأسد.