زاد الإقبال بدرجة ملحوظة على متجر «سيري سيتي» لتصميم الأزياء التقليدية في بانكوك. وقالت سيري (53 سنة)، وهي تحوك زياً تايلاندياً تقليدياً لأحد الزبائن: «على مدى 30 سنة أدير فيها هذا المتجر، هذه ذروة المبيعات بالنسبة الينا». وتجتاح حمى «الحنين إلى الماضي» تايلاند ويزداد عدد التايلانديين الذين يجنحون الى ارتداء الزي التقليدي، وهي ظاهرة يشجع عليها المجلس العسكري الحاكم والقصر وكذلك مسلسل تلفزيوني طويل. لكن هذا التوجه، الذي بدأ مع افتتاح الملك ماها فاجيرالونكورن معرضاً شتوياً في شباط (فبراير) الماضي، تعرض لانتقادات من بعض الذين رأوا أنه محاولة لتمجيد حقبة حكم الأسر المالكة والتغطية على إخفاقات المجلس العسكري الذي وصل إلى سدة الحكم قبل ما يقرب من أربع سنوات. وقال أنوسورن أونو عميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة تاماسات: «استغلت النخبة التاريخ على مدى طويل للحفاظ على مكانتها السياسية». وأضاف: «حالياً يواجه المجلس العسكري الحاكم تحديات جديدة من جيل جديد لذا أقدم على استدعاء التاريخ ليقول إن الماضي أفضل وأنسب لتايلاند». وكان للتلفزيون دور كذلك، إذ حقق مسلسل «لاف ديستني» الطويل الذي يروي قصة في عهد الملك ناراي العظيم في الفترة بين عامي 1656 و1688، نجاحاً كبيراً. وبدأ عدد كبير من التايلانديين زيارة مدينة أيوتايا، العاصمة القديمة لتايلاند التي يدور فيها الكثير من أحداث هذا المسلسل. واستقبل رئيس الوزراء برايوت تشان أوتشا أبطال المسلسل في مقر الحكومة، حيث أشاد بالمسلسل كمثال على السياسة الطويلة الأمد التي تتبناها الحكومة لدعم الهوية الوطنية. وارتدى أعضاء حكومة برايوت أنفسهم، خلال بعض اجتماعات الحكومة في الآونة الأخيرة، أزياء كان يرتديها أفراد الصفوة في البلاد خلال القرن التاسع عشر. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤولين قولهم إن عدد الزائرين لمدينة أيوتايا الواقعة، على بعد 80 كيلومتراً شمال بانكوك زاد بما يقرب من ثلاثة أمثاله منذ بدء عرض مسلسل «لاف ديستني». وصار بإمكان مرتادي دور العرض السينمائي الحصول على تذاكر مخفضة، إذا كانوا يرتدون زياً تقليدياً. كما أعلنت مجموعة «ميجور سينبلكس غروب» للسينما قبل أيام عرضاً ترويجياً يمنح تذكرتين بسعر تذكرة واحدة. وارتدت مضيفات الخطوط الجوية التايلاندية هذا الشهر أزياء وطنية تعود لعهد الملك راما الخامس لمناسبة العام التايلاندي الجديد.