يبدأ الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم، زيارة لتركيا هي الأولى بعد انتخابه الصيف الماضي، أعلنت طهران أنها ستشهد تأسيس مجلس أعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين. والزيارة هي الأولى لرئيس إيراني إلى أنقرة منذ عام 1996، حين زارها الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الذي يرأس الآن مجلس تشخيص مصلحة النظام. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: «تركيا دولة جارة والعلاقات مع الجوار أهم أولوية في السياسة الخارجية الإيرانية». وأضاف: «لدينا مع تركيا قضايا كثيرة في التعاون المشترك، وكذلك مشكلات مشتركة في المنطقة، وستُدرَس كل هذه القضايا خلال زيارة» روحاني. أما السفير الإيراني في أنقرة علي رضا بغدلي فأشار إلى أن الزيارة «ستشهد للمرة الأولى تأسيس مجلس أعلى للتعاون الاستراتيجي بين إيرانوتركيا»، اعتبر انه سيؤثر في العلاقات بين الجانبين وفي «التطورات الإقليمية والسياسة الدولية». ولفت إلى أن مسؤولي البلدين يسعون إلى رفع التبادل التجاري إلى 30 بليون دولار، مضيفاً أن اتفاقاً أبرمته إيرانوتركيا للتجارة التفضيلية، سيزيد التبادل التجاري بين البلدين من 3 إلى 4 بلايين دولار». وسيبرم البلدان خلال زيارة روحاني، 6 اتفاقات للتعاون السياسي والاقتصادي والثقافي، فيما ترجّح مصادر في طهران أن يتطرّق الجانبان إلى مسألة نقل الغاز الإيراني لأوروبا عبر النمسا، في إطار مشروع وافق عليه البلدان خلال عهد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، لكنه أوقف بسبب العقوبات على إيران. وفي هذا السياق، شكا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أن «الولاياتالمتحدة والدول المتطورة تبيع منتجاتها إلى إيران، فيما ثمة عرقلة لبيع المنتجات التركية إلى هذا البلد الذي يشكّل سوقاً مهمة بالنسبة إلى أنقرة». وأضاف: «ليعلم الجميع أن الحكومة التركية لن ترضخ أمام من تمتدّ يده بسوء إلى الاستثمارات الوطنية وعلى المستوى العالمي، وستواجه لوبيات الفوضى والأزمات». وعلى رغم اختلاف وجهات النظر في السنوات الثلاث الأخيرة بين أنقرةوطهران في شأن الأزمة السورية، تواصلت العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، ولو شابها برود. وأفادت الرئاسة الإيرانية بأن روحاني سيلتقي خلال زيارته نظيره التركي عبدالله غل وأردوغان، كما سيتحدث أمام رجال أعمال ومستثمرين في غرفة التجارة والصناعة التركية. وذكرت مصادر في طهران أن المحادثات ستتطرّق إلى التطورات الإقليمية، لا سيّما قضيّتَي العراق وسورية. مصادر إيرانية أعربت ل «الحياة» عن أملها ب «استيعاب» الحكومة التركية نتائج التطورات في سورية والعراق و»إبداء قدر من المرونة حيال التطورات الإقليمية»، في إشارة إلى نتائج الانتخابات الرئاسية في سورية والنيابية في العراق. وتتنافس تركياوإيران بما يملكان من إمكانات، من اجل الاستحواذ على الدور الرئيس في المنطقة، خصوصاً أنهما ينعمان باستقرار سياسي نسبي، عكس دول في المنطقة. وكانت طهران اعترضت على رغبة الحكومة التركية في أن تنصب على أراضيها درعاً صاروخية تابعة للحلف الأطلسي، بحجة التطورات في سورية، إذ اعتبر الرئيس الإيراني السابق محمود احمدي نجاد أن الأمر هدفه منع صواريخ بلاده من بلوغ إسرائيل.