تتميز منطقة جازان بتضاريس متنوعة تساعد أهلها في التعايش معها مهما كانت قسوة العوامل الطبيعية، إذ وصفها وكيل إمارة جازان السابق الدكتور حامد الشمري أثناء توديعه لها بعد انتهاء فترة عمله بأنها منطقة لا تشيخ. وتعتبر جازان الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية مع دولة اليمن وتمتد إلى حدودها الإدارية إلى عسير بطول يقارب 300 كيلو، في حين تمتد من جزر فرسان غرباً إلى المرتفعات الجبلية الشرقية، ويتخللها المرتفعات الجبلية، والحزام السهلي والساحلي. وتمتد سلسلة جبلية في جازان ابتداءً من محافظة الحرث كجبال قيس، والعبادل، وفيفا، وبني مالك، والريث، ما جعلها تتميز بجمال سياحي فريد تقل وجودها في المناطق الأخرى، إذ تعتبر المتنفس الرئيسي لسكان المنطقة في فصل الصيف نظراً لاعتدال الأجواء فيها وطبيعتها الخلابة، وتوجد فيها مقومات سياحية فريدة من الشلالات والعيون والأشجار المعلقة ليس للبشر أي تدخل في صنعها أو العبث بها، وآثار متنوعة من عهود وعصور مختلفة كما في منطقة الريث، والعارضة، وبني مالك، آخرها اكتشف الشهر الماضي في شمال محافظة أحد المسارحة عبارة عن قرية أثرية متكاملة مع هياكل بشرية وأدواتهم، التي كانوا يستخدمونها في السابق ووجه أمير المنطقة بدراسة تلك القرية الأثرية وحراستها. وتحتوي منطقة جازان على جزر عدة، منها أرخبيل يتعدى عددها 280 جزيرة على جنبات الجزيرة شمالا وجنوباً وغرباً، واكتسبت شهرتها من بعض العادات والتقاليد لأهالي الجزيرة، وفرسان التي تعتبر محمية طبيعية للغزلان، وطيور الجراجيح، وتمتاز باللؤلؤ الطبيعي والمرجان. وعلى رغم التطور الكبير الذي تشهده منطقة جازان، إلا أن سكان المناطق الساحلية لا يزالون متمسكين بعاداتهم في عمليات الزراعة والرعي، وبناء المنازل الشعبية. وقال جابر الودعاني أحد سكان محافظة العارضة: «تتميز محافظة العارضة بمعالم سياحية وأثرية، ومطلات جميلة على السهول الغربية للمرتفعات، ما أكسبها شهرة سياحية، لتدفق العديد من الزوار للاستمتاع بالأجواء»، لافتاً إلى أنه تكثر العيون الحارة في المحافظة كعين الحباطة التي تنبع من الصخور مشكلة بحيرات. وذكر مضواح الريثي أحد سكان جبال الريث أن وادي لجب، الذي يتكون من شقين عظيمين يتعدى طول الشق أكثر من 30 متراً للأعلى في قمة جبال الريث مشكلة بذلك شلالات نبتت على أثرها حدائق معلقة يعزم كل من زار الوادي العودة إليه من جديد. ولفت محمد أبكر عقيلي من سكان جزيرة فرسان أن هناك آثاراً في الجزيرة يزورها الكثير من المهتمين لدراستها، والتعرف على طبيعة تاريخها وعهدها، مشيراً إلى أن جزر فرسان مقبلة على نهضة سياحية واقتصادية وتشهد إقبالاً كبيراً من الزوار كالمسؤولين والخبراء والاقتصاديين.