ناقش الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون، والروسي فلاديمير بوتين هاتفياً أمس، تطورات الوضع الميداني في الغوطة الشرقية التي سيطرت القوات النظامية على معظمها. وحض ماكرون نظيره الروسي على وضع نهاية للتصعيد العسكري في سورية. ووفق بيان للإليزيه، فإن ماكرون دعا موسكو إلى «استخدام نفوذها في إنهاء الصراع في سورية واستئناف المفاوضات الرامية إلى التحرك نحو انتقال سياسي». وأفاد البيان بأن الرئيس الفرنسي «أبرز ضرورة وضع نهاية للتصعيد العسكري الذي حدث في الشهور الأخيرة من أجل حماية السكان المدنيين». وأشار إلى أنه (ماكرون) «حض روسيا على ممارسة تأثيرها في شكل كلي على النظام السوري» من أجل «وقف التصعيد العسكري الذي لوحظ خلال الأشهر الأخيرة»، وذلك بهدف «السماح بحماية المدنيين، واستئناف مفاوضات ذات صداقية حول عملية الانتقال السياسي الشاملة». وأضاف أن الزعيمين «تطرقا أيضاً إلى أهمية العمل على عدم عودة تنظيم داعش إلى المنطقة»، مشيراً إلى أن ماكرون «عبر عن أمله في أن يمهد الحوار المنتظم بين فرنسا- وروسيا إلى تقدم ملموس نحو التوصل إلى حل في سورية». وكانت الرئاسة الفرنسية أكدت أن باريس وواشنطن «لن تتساهلا «على صعيد «الإفلات من العقاب» إذا «تأكد استخدام» أسلحة كيمياوية في سورية، وأن «رداً حازماً سيوجّه، بالتنسيق التام مع حلفائنا الأميركيين». وأوضح رئيس الأركان الفرنسي الجنرال فرنسوا لوكوانتر أنه إذا اضطرت باريس إلى أن اتخاذ قرار بتوجيه ضربة إلى سورية، «فإن ذلك سيحصل بالتنسيق مع الأميركيين، بلا شك». وزاد: «في أي حال، تتوافر لفرنسا إمكانية القيام بذلك في شكل منفرد». واكتفى بيان صادر عن المكتب الصحفي للكرملين بالإشارة إلى أن الرئيس الروسي، ونظيره الفرنسي بحثا هاتفياً في الأوضاع في الغوطة الشرقية». وأشار البيان إلى أنه «خلال مناقشة الأوضاع في الغوطة الشرقية، تحدّث بوتين عن العملية غير المسبوقة من حيث الحجم لإنقاذ المدنيين في هذه المنطقة وإخراج المسلحين، غير الراغبين بإلقاء السلاح والتي تشارف على الانتهاء». كما أفاد البيان بأن الرئيس الروسي أطلع نظيره الفرنسي على نتائج القمة الثلاثية للدول الضامنة (التي عقدت في أنقرة الأربعاء)، لوقف النار في سورية. وأضاف الكرملين: «استمر تبادل الآراء حول المسألة السورية. وأطلع الرئيس الروسي نظيره الفرنسي على الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال لقاء رؤساء روسيا وإيران وتركيا، في أنقرة، لصالح تأمين تطبيع طويل الأمد في سورية، وتعزيز سيادتها ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها».