قال ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إن السعودية تعيش نقلة تاريخية ولديها خطة لإحداث نقلة داخل مجتمعها، مؤكداً أنها تعيش الآن «في عهد الدولة السعودية الثالثة». وأوضح ولي العهد في حديث نشرته مجلة «تايم» الأميركية أمس، لمناسبة زيارته الولاياتالمتحدة، أن المملكة لم تستغل إلا 10 في المئة من قدرتها، «ولدينا 90 في المئة متبقية لنحققها». ورداً على سؤال قال الأمير محمد بن سلمان: «لا يمكن أن تكون لنا علاقة مع إسرائيل قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين، لأن كلاً منهما له الحق في العيش والتعايش. وحتى حدوث ذلك، سنراقب، وسنحاول دعم حل للسلام». واعتبر أن واشنطن ارتكبت خطأين في المنطقة، الأول دخول العراق والآخر هو انسحابها في شكل سريع من هذا البلد. وكشف أن بلاده لم تكن متفقة كثيراً مع إدارة الرئيس باراك أوباما، «ومع ذلك عملنا سوياً في مكافحة الإرهاب مع الرئيس أوباما بداية عام 2016، وكانت لدينا وجهات النظر ذاتها تجاه النظام الإيراني والخطر الذي يشكّله. كان الفارق الوحيد يتمثل في الطريقة التي يجب أن نتعامل بها مع تلك الرواية الشريرة للنظام الإيراني، وهذا ليس فرقاً كبيراً». وأضاف:« نحن نتعامل مع الولاياتالمتحدة، وأيّاً كان الشخص الذي يمثّلها، سنعمل معه. ونعتقد بأن مصالحنا متماشية مع المصالح الأميركية». وشدد على أن «الإيرانيين هم سبب المشاكل في الشرق الأوسط، لكنهم لا يشكلون تهديداً كبيراً للمملكة»، مؤكداً أن السعودية ستمتلك السلاح النووي في حال «امتلكته إيران». ولفت إلى ثقته في جيش المملكة وقال: «نقوم بتجهيزه. نحن نمتلك جيشاً قوياً ومجهزاً، يحظى بأعلى معايير الجودة ويجمع بين الجودة والحجم في الشرق الأوسط. السعودية تملك أفضل جيش في المنطقة». وأشار إلى أن إيران تنشر المشاكل في المنطقة، وزاد: «إنهم يقومون بذلك منذ 1979، ومتى ما رأيت أي مشكلة في الشرق الأوسط ستجد أن لإيران يداً فيها (...) لذلك أخرجناهم (الإيرانيين) من أفريقيا في شكل قوي بأكثر من 95 في المئة. والأمر ذاته ينطبق على آسيا. وينطبق على اليمن، وفي العراق». وأكد ولي العهد السعودي أن الحرب في اليمن هي بين «أطراف الشعب اليمني، والحكومة هناك تسعى جاهدة من أجل التخلص من الإرهابيين الذين خطفوا بلادهم وحياتهم الطبيعية. هي حربهم. ومهما كان الأمر الذي يطلبونه من السعودية أو الدول ال12 في التحالف العربي، سنقدمه. حتى اليوم لم يطلبوا تواجد جنود على أرض المعركة، وفي حال دعت الحاجة، وفي حال طالبتنا الحكومة اليمنية بذلك، سنلبي نداء الرئيس الشرعي المنتخب والمعترف به من قبل كل دول العالم والمدعوم من مجلس الأمن». وعن مصير الرئيس بشار الأسد أجاب: «بشار باقٍ في الوقت الحالي، وسورية تُمثل جزءاً من النفوذ الروسي في الشرق الأوسط لفترة طويلة جداً. لكنني أعتقد بأن مصلحة سورية لا تتمحور حول ترك الإيرانيين يفعلون ما يشاؤون في سورية على المديين المتوسط والبعيد، لأنه إن غيَرت سورية أيديولوجيتها، حينها بشار سيكون دُميةً لإيران». وكرر الأمير محمد بن سلمان أن الإسلام «مُنفتح، وليس مثل ما يحاول المتطرفون إظهاره عن الإسلام بعد عام 1979 (الثورة الإيرانية)». وانتقد «ممارسة الأشخاص الذين خطفوا الإسلام بعد هذا العام. والممارسة ليست من ممارسة الحياة الاجتماعية في السعودية حتى قبل عام 1979». ورفض الاتهامات الموجهة إلى المملكة في شأن ما يسمى ب «الوهابية»، قائلاً:«لا يوجد شيء يسمى بالوهابي. لدينا في السعودية طائفتان، السنية والشيعية، ولدينا أربع مدارس فكرية سنية، كما لدينا مدارس فكرية شيعية كثيرة، وهم يعيشون حياة طبيعية في السعودية. يعيشون باعتبارهم سعوديين في السعودية. وقوانيننا مشتقة من القرآن وممارسات النبي. وهذه القوانين لا تُحدد أي طائفة أو مدرسة فكرية بعينها». وشدد على أن السعودية «لا تنشر أي أيديولوجية متطرفة. السعودية هي أكبر ضحية للفكر المُتطرف». وأكد أن «شبكة الإخوان المسلمين جزء من هذه الحركة. فلو نظرت إلى أسامة بن لادن، ستجد أنه كان من الإخوان المسلمين، ولو نظرت إلى البغدادي في تنظيم الدولة الإسلامية، ستجد أنه أيضاً كان من الإخوان المسلمين. لو نظرت إلى أي إرهابي، ستجد أنه كان من الإخوان المسلمين». وتحدث عن ولاية العهد في السعودية، قائلاً: «الملك لديه الحق في اختيار ولي العهد وولي ولي العهد، ولا يمكن أحداً أن يصبح ولي العهد أو ولياً لولي العهد من دون إجراء التصويت الذي يتم بين 34 ناخباً يمثلون أبناء الملك عبدالعزيز. وأنا حصلت على أعلى نسبة أصوات في تاريخ المملكة العربية السعودية، أكثر من أي شخص قبلي. حصلت على 31 من 34 صوتاً في مجلس البيعة. لذلك هذه هي الأعلى. وثاني أعلى رقم في المملكة كان 22 صوتاً. لذا، من الناحية التاريخية، حققت رقماً قياسياً في الأصوات المؤيدة داخل العائلة المالكة. وهم ينتهي دورهم عندما يقومون بالتصويت. وأصبحت رسمياً ولي ولي العهد ثم ولي العهد». إلى ذلك، زار الأمير محمد بن سلمان أمس، شركة «غوغل» في وادي السيلكون بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية. والتقى المؤسسين للشركة سيرجي برين ولاري بايج والمدير التنفيذي ل «غوغل» ساندر بيتشاي والقيادات العليا في الشركة. وتم خلال اللقاء بحث التعاون في خدمات الحوسبة السحابية في المملكة، والفرص الواعدة في مبادرة التحول الرقمي في توطين التكنولوجيا وتطوير البيئة الرقمية، وإنشاء مركز بحث وتطوير وتدريب للشباب السعودي، وسبل تعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني. كما اطلع ولي العهد على عرض عن سحابة «غوغل» الإلكترونية، وآخر عن الذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي. والتقى في مقر إقامته أمس، كبار المستثمرين في سان فرانسيسكو، وتم خلال اللقاء عرض آخر المشاريع الاستثمارية والفرص في شأنها، خصوصاً رؤية السعودية لخلق بيئة جاذبة للشركات الناشئة ذات الاستثمارات المبتكرة.