«ممارسة السلطة» إخراج: بيار شوللر - تمثيل: ميشال بلان، اوليفييه غورميه كان هذا واحداً من مجموعة افلام عرضت خلال دورة هذا العام لمهرجان «كان» لتجعلها واحدة من اكثر الدورات الأخيرة اهتماماً بالسياسة المباشرة. والموضوع هنا يدور حول وزير للنقل في حكومة غير محددة يوقظ في منتصف الليل ليخبر بأن ثمة باصاً وقع في مهوار، ما اسفر عن عدد من الضحايا. على الفور يجد الوزير نفسه متوجهاً الى مكان الحادث تبعاً لمسؤولياته. غير ان التجوال الذي يقوم به في المكان وفي استرجاع ظروف ما حدث، لا يعود مجرد ممارسة لواجب حكومي، بل مراجعة لمفهوم السلطة والمفاهيم الأخلاقية للسياسة ولممارسة الحكم... بما يتضمنه هذا كله من تصوير لعالم التأزم والصراع على السلطة والأزمات الاقتصادية. ومن الواضح ان هذا كله يجعل من الحادث الأول في حد ذاته مجرد ذريعة لفتح ملف ممارسة السلطة. } « ثلوج كيليمنجارو» إخراج: روبير غيديغيان - تمثيل: آريان آسكاريد، جان بيار داروسين على رغم التشابه في الأسماء فإن هذا الفيلم الجديد الذي حققه الفرنسي المارسيلي من اصل ارمني، لا علاقة له اطلاقاً برواية ارنست هيمنغواي التي تحمل العنوان نفسه. الحكاية هنا تدور من حول زوج لا يريد ان يخسر سعادته الزوجية مع المرأة التي يحبها على رغم انه فقد عمله... بل انه يشعر بالسعادة تغمره لمرأى اطفالهما الناجحين والنضالات السياسية والنقابية التي يخوضها مع زوجته واصدقائهما الأقرباء... غير ان هذا كله لا يمكنه ان يستمر الى الأبد ولو بفعل عامل طارئ يتمثل هنا في شخصين مسلحين يظهران لهما من حيث لا يدريان ويضربانهما ويقيّدانهما قبل ان يفرا ساحبين منهما محبسيهما وبطاقاتهما المصرفية ... وهنا... تبدأ حكاية لم تكن لتخطر لهما في بال. انها السعادة التي ثمة الف والف تعاسة تتربص بها. } «أوسلو 31 اوغست» اخراج: يواكيم ترير - تمثيل: اندريس دانيلسن، هانس اولاف برينر الشخصية المحورية في الفيلم، اندرياس، شاب في الرابعة والثلاثين يعيش في ما يشبه مصحة كي يبرأ من اوضاع جعلته مدمناً. خلال اليوم الوحيد الذي تدور فيه احداث هذا الفيلم الذي كان من بين أفضل افلام التظاهرات الثانوية في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان»، يعطى اندرياس إذناً للذهاب الى المدينة بضع ساعات ويستنشق هواء الحرية وبالتالي يعرف هو ويعرف المشرفون عليه مدى تحسّن حاله. المشكلة انه في الطريق يلتقي ليس فقط برفاق السوء القدامى بل كذلك بماضيه الذي بدا لوهلة وكأنه انفصل عنه. هو في الحقيقة لم يفعل. وهكذا نجده يغوص طوال ذلك اليوم في ذكرياته وفي صراعاته الداخلية مع ماضيه، ما يمزقه ويوصله الى شفا الهاوية من جديد. فيلم قاس على رغم هدوئه ومقلق على رغم بعض نفحات من امل تظهر هنا او هناك. } «قلق» إخراج: غاس فان سانت - تمثيل: ميا فاسيكوفسكا، هنري هوبر كان مثيراً للحيرة المخرج الأميركي المتميّز غاس فان سانت حين رضي هذا العام بأن يقدم فيلمه الجديد هذا، في تظاهرة «نظرة ما» في مهرجان «كان» بدلاً من عرضه في المسابقة الرسمية كما كانت الحال دائماً مع معظم افلامه الأخيرة. كان الموقف محيّراً ولافتاً وقد ازداد هذا حين شوهد الفيلم وكان إجماع على ان حرمانه من التسابق على السعفة الذهبية ظلم له. في شكل اجمالي اثار فيلم «قلق» اعجاباً عاماً غير انه اثار في الوقت نفسه قلقاً وكآبة. فهو بعد كل شيء فيلم حزين عن مراهق يعيش حالة من الاكتئاب والإحساس باللاجدوى بعد ان يفقد والديه في حادث سيارة. في ذلك الحين يلتقي فتاة يخيّل اليه اول الأمر انها قد تنقذه من أحزانه، فإذا بها تزيدها أضعافاً مضاعفة: فهي مصابة بمرض قاتل وتعيش آخر أيامها.