طهران – «الحياة»، أ ف ب – شكّل مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني لجنة خاصة للتحقيق في ملف اسفنديار رحيم مشائي، مدير مكتب الرئيس محمود أحمدي نجاد، وحميد بقائي، رئيس ديوان الرئاسة، وسط سجال في البرلمان حول مساءلة نجاد، بعد أكثر من أسبوع على توقيع مئة نائب على عريضة في هذا الشأن. تزامن ذلك مع خلاف في صفوف المعارضة الإصلاحية، في شأن جدوى «المصالحة» مع النظام التي دعا إليها الرئيس السابق محمد خاتمي، والمشاركة في الانتخابات الاشتراعية المقررة العام المقبل. وقال مجتبى وحيدي، وهو مستشار لزعيم المعارضة مهدي كروبي، انه لم يتبقَ شيء من البرلمان، للمشاركة في الانتخابات، معتبراً ان مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي ومجلس صيانة الدستور يسيطران على عملية الاقتراع، بما في ذلك الموافقة على المرشحين. وانتقد وحيدي المقيم في الولاياتالمتحدة، النائب الإصلاحي البارز مصطفى كوكبيان الذي كان أعلن مشاركته في الانتخابات، ولكن «ليس بصفته إصلاحياً»، قائلاً: «نحن من أنصار الاصلاحات داخل النظام، ونرفض التحركات لإطاحته». ورأى وحيدي أن «كلّ الاصلاحيين الحقيقيين يقبعون في السجن». على صعيد الصراع في معسكر المحافظين، أعلن النائب فضل موسوي أن البرلمان شكّل لجنة خاصة للتحقيق في ملف بقائي ومشائي المُتهم بتزعم «تيار منحرف» يستهدف القضاء على نظام ولاية الفقيه. وأشار موسوي إلى انه لن يستفيض في الحديث عن ذلك، لأن «المسألة حساسة جداً». لكن بقائي أعرب عن لامبالاته باحتمال اعتقاله، وقال لصحيفة «شرق» الإصلاحية، أنه ونجاد ومشائي يسخرون من الاتهامات الموجهة إليهم. وأكد أن مشائي لم يتحدث مطلقاً عن عودة الإمام المهدي، متسائلاً: «ماذا يعني تيار الانحراف؟». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا) بأن بقائي قدم شكوى الى القضاء في حق النائب حسن نوروزي الذي كان قدم مع زميليه محمد دهقاني ومحمد کرمي راد، الى «لجنة المادة 90» التي تشرف على عمل الحكومة، شكوى ضد مشائي وبقائي تتهمهما ب «التورط في استثمارات وعطاءات غير شرعية». كما اعتبر مكتب نجاد ان «الاتهامات الموجهة الى مشائي وبقائي هي محض أكاذيب». في غضون ذلك، برز خلاف في البرلمان حول مساءلة نجاد، إذ قال النائب المحافظ روح الله حسينيان، الموالي للرئيس، أن هذا المسعى قد يُلغى، مشيراً الى أن النواب الموقّعين على العريضة فعلوا ذلك بتأثير «غضبهم» من نجاد. وأضاف: «بعض النواب يعتقدون الآن أن ذلك ليس في مصلحة البلاد، وقد يسحبون توقيعهم» على العريضة. وأشار إلى ان خامنئي أبلغ نواباً «عدم رضاه» عن العريضة. في المقابل، اعتبر النائب المحافظ البارز علي مطهري، المناهض لنجاد والذي كان أحد معدّي العريضة، كلام حسينيان «إهانة في حق النواب، إذ انه يشير ضمناً الى انهم تصرفوا بدافع عاطفي». وقال ان حسينيان يعتقد ان مساءلة نجاد، هي بمثابة انقلاب وعزل للرئيس.