اتهم شقيق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «تيار الانحراف» الذي يُتهم بتزعمه اسفنديار رحيم مشائي، مدير مكتب نجاد، ب «نهب الخزينة العامة»، مذكراً بتجربة «الخوارج»، فيما عزا نائب محافظ اصطحاب نجاد مشائي إلى نيويورك، إلى خشيته من اعتقاله. أتى ذلك بعد إعلان المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني إيجئي اعتقال 19 شخصاً، بينهم أمير منصور أريا، المتورط الرئيسي بفضيحة اختلاس نحو 3 بلايين دولار من فرع ل «بنك صادرات». ويحمّل خصوم نجاد في التيار المحافظ، مشائي مسؤولية الفضيحة، إذ إنه مقرّب من أريا. لكن نجاد شدد على أن حكومته هي «الأكثر نزاهة» في تاريخ البلاد، فيما هددت صحيفة موالية له بأنه سيكشف «في الوقت المناسب» عشرات الآلاف من الوثائق المتعلقة بمئات المسؤولين، إذا «لم يكفّوا» عن ممارساتهم. وأكد وزير العدل الإيراني مرتضي بختياري «تصميم السلطتين التنفيذية والقضائية على التصدي الحازم لمختلسي أموال الدولة، أياً تكن مناصبهم». واعتبر أن ذلك «يعزز ثقة الشعب بالحكومة والقضاء»، مشيراً إلى «توجيهات» في هذا الشأن أصدرها مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي. ووصف داود أحمدي نجاد، شقيق الرئيس الإيراني، أعضاء «تيار الانحراف» بأنهم من «أتباع الشيطان»، معتبراً أن «أعداء» البلاد «يستغلون أيديولوجيتهم في شأن العودة الوشيكة للإمام المهدي وعدم الحاجة إلى الولي الفقيه، للسخرية من إيران». واتهم هذا التيار ب «استخدام أموال حكومية لنهب ثروات البلاد واستغلال الخزينة العامة، لإدخال أفراد إلى مجلس الشورى (البرلمان)، يخضعون للإملاءات»، في إشارة إلى الانتخابات النيابية العام المقبل. وأضاف داود أحمدي نجاد، وهو ضابط في «الحرس الثوري»: «نأينا بأنفسنا عمن انحرف عن سبيل ولاية الفقيه، حتى إذا كان شقيقنا. إذا نفذ أفراد، بسبب غرورهم وغطرستهم، ما قام به الخوارج، فهم لم يعودوا معنا». تزامن ذلك مع تأكيد النائب محمد دهقاني، عضو هيئة رئاسة البرلمان، أن البلاد «لم تشهد مطلقاً هذا المستوى من الفساد في الحكومة»، معتبراً أن فريق نجاد «فاسد ثقافياً وسياسياً». وتطرّقت وسائل إعلام إيرانية إلى مشاركة مشائي وحميد بقائي، النائب الأول للرئيس، في الوفد المرافق لنجاد إلى نيويورك. واعتبر مراقبون في طهران ذلك مؤشراً إلى تصميم الأخير على التمسك بمساعديه المقربين، متحدياً الاتهامات الموجهة إليهم. وأفادت أنباء بأن متشددين أحبطوا زيارة مشائي الولاياتالمتحدة، في شباط (فبراير) الماضي، إذ اتهموه بمحاولة فتح قناة اتصال سرية مع إدارة الرئيس باراك أوباما، بمباركة من نجاد، لكن من دون نيل موافقة خامنئي. وقال النائب المحافظ نور الله حيدري إن «نجاد توقّع اعتقال مشائي أثناء غيابه، فاصطحبه معه إلى نيويورك». في المقابل، أعلن المحامي علي أصغر حسيني أنه أقام دعاوى قضائية ضد عشرة أشخاص، رفض كشف أسمائهم، متهماً إياهم ب «تشويه سمعة» موكله مشائي و «الافتراء عليه».