للمرة الأولى في تاريخه، سقط العملاق الأرجنتيني ريفر بلايت، الخصم اللدود لجاره بوكا جونيورز، إلى الدرجة الثانية، في أجواء حزينة شهدت بكاء اللاعبين وفورة غضب عبر عنها مشجعو النادي أسفرت عن 68 جريحاً و50 معتقلاً وتحطيم متاجر. وهبط ريفر بلايت حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب المحلية (33 لقباً) فضلاً عن 5 ألقاب قارية منها الفوز مرتين بمسابقة كأس ليبرتادوريس عامي 1986 و1996، إلى الدرجة الثانية بتعادله مع ضيفه بلغرانو دي كوردوبا 1-1 الأحد على ملعب "ال مونومنتال" في العاصمة بوينس ايرس في إياب الملحق، وذلك بعد فوز بلغرانو من الدرجة الثانية بهدفين على أرضه ذهاباً الخميس الماضي. وكان ريفر بلايت في حاجة إلى الفوز بثلاثة أهداف نظيفة لكي يضمن بقاءه ضمن أندية النخبة التي لعب معها منذ تأسيسه عام 1931. وأجمعت صحيفتا "أولي" و"كلارين" على وصف هبوط الفريق ب"التاريخي"، وذلك بعدما أنجب الفريق لاعبين من طراز ألفريدو دي ستيفانو وغابريال باتيستوتا وحصل على لقب "نادي المليونيرية". ودفع سقوط الفريق الأكثر تتويجاً والذي تأسس عام 1901، مشجعيه أصحاب "العصبة الحمراء" إلى اطلاق فورة غضبهم في العاصمة بعد اللقاء. وعلى رغم انتشار عدد غير مسبوق من القوى الأمنية (2200 شرطي)، إلا أنها لم تتمكن من تفريق الجماهير الغاضبة في جوار ملعب "مونومنتال" في بوينوس ايرس. وتعرض عدد كبير من المتاجر والصيدليات لتحطيم الزجاج من قبل الجماهير الحانقة على "أفينيدا ديل ليبرتادور" التي تعتبر من أبرز المحاور في العاصمة الأرجنتينية. وأنهى ريفر بلايت الموسم في المركز الثامن، إلا أن نظام الهبوط في الدوري الأرجنتيني يأخذ في الإعتبار المعدّل الوسطي لعدد النقاط التي حصل عليها الفريق في المواسم الثلاثة الأخيرة. وكان حلّ في المركز الأخير في الافتتاح عام 2008، وفي المركز ال13 في إفتتاح موسمي 2009 و2010. واضطر حكم المباراة التي شهدت ركلة جزاء أهدرها بافون لريفر بلايت في الدقيقة 70، إلى انهائها في الدقيقة 89 قبل أن تزداد حدة أحداث الشغب التي كانت مندلعة في مدرجات الملعب المليئة ب50 ألف متفرج. وبقي لاعبو ريفر بلايت دقائق على أرض الملعب يبكون ويندبون حظهم محاطين برجال الأمن لضمان سلامتهم. وعمت فوضى عارمة حولهم حيث استخدم رجال الإطفاء خراطيم المياه لتهدئة غضب الجماهير التي كانت ترمي كل أنواع القذائف والعبوات الفارغة على لاعبي "بلغرانو" أثناء مغادرتهم للملعب، بعد ثلاث ساعات من الإنتظار. خارج الملعب، تعرّض رجال الشرطة إلى هجوم من المشجعين الذين تمت تفرقتهم في النهاية بخراطيم المياه وهجوم لرجال الشرطة. كما جرح 68 شخصاً بينهم حوالى 20 شرطياً حال إثنين منهما خطرة نتيجة إصابات بارتجاج في الدماغ جراء القذائف التي رمتهم بها الجماهير. وطالبت الجماهير باستقالة رئيس النادي الدولي السابق دانيال باساريلا الذي إكتفى بالقول: "لن نستسلم، سنقاوم، وننطلق مجدداً"، في حين أن المراقبين يتوقعون بداية النقد الذاتي. وقد تكون الأيام المقبلة صعبة بالنسبة له.