تدفق آلاف الفلسطينيين، من أعمار ومناطق مختلفة، إلى مدينة بيت لحم صباح أمس للمشاركة في النسخة السادسة من ماراثون فلسطين الدولي، الذي يُنظم تحت عنوان «اركضوا للحرية». ولأن السياسة تطغى على كل ما عداها في فلسطين، فإن الماراثون الرياضي كان سياسياً بامتياز. جاء المشاركون، الذين بلغ عددهم أكثر من سبعة آلاف مشارك، من الجليل حتى الخليل، في تحدٍ واضحٍ للقيود والحدود والحواجز التي تضعها إسرائيل أمام الفلسطينيين، وعبَروا بوابات الجدار المرتفع الذي يحيط بمدينة بيت لحم، وصولاً إلى نقطة الانطلاق في ساحة كنيسة المهد. ومن بين المشاركين، عشرات الأجانب الذين جاؤوا من 72 دولة، تعبيراً عن دعمهم حرية الفلسطينيين في الحركة. وقال مشارك قادم من بريطانيا: «الشعب الفلسطيني مخنوق وراء الحواجز العسكرية والجدران والأسلاك الشائكة والقيود. جئنا للتعبير عن تضامننا مع حقه في الحركة والحرية والحياة». واضطر المنظمون لتكرار مسار الماراثون، لأنهم لم يعثروا على طريق متواصل بمسافة 42 كيلومتراً من دون أن يمر في مناطق الحواجز العسكرية الإسرائيلية. وقال محمد السعدي، من مدينة جنين، الذي شارك مع زوجته وأبنائه الأربعة، أحدهم كنان، وهو أصغر مشارك بعمر تسعة أشهر: «أهم شيء في الماراثون أنه يحمل رسالة للعالم مفادها أن من حق الشعب الفلسطيني أن يتحرك بحرية في أرضه». وأضاف: «القيود والحواجز والجدران تضغط على حياتنا، وهي أسوأ ما يمكن أن يعانيه الإنسان، ومشاركتنا في الماراثون أحد أشكال النضال من أجل الحرية». وتفاعل جنود الاحتلال الإسرائيلي بشيء من الدهشة مع الماراثون، وطلبوا من أبراج المراقبة متابعة المشاركين والتقاط صور لهم. وقال السعدي: «هؤلاء الجنود لا يعرفون الفلسطينيين، لا يرونهم إلا عندما يعتقلونهم. أما اليوم، فهم يشاهدون الفلسطيني العادي، الشباب والصبايا والأطفال والكبار... يشاهدون مظهراً رياضياً واجتماعياً وحضارياً لا يعرفون عنه الكثير». وانطلق مسار الماراثون من أمام كنيسة المهد، مروراً بشارع المهد، ومحيط مسجد بلال بن رباح الذي سيطر عليه الإسرائيليون وحولوه إلى نقطة عسكرية وكنيس، ومخيمات عايدة، والعزة، والدهيشة، وبلدة الخضر، ومن ثم العودة إلى نقطة البداية. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة عصام القدومي: «هذا الماراثون يشكل في مضمونه الحرية لفلسطين».